السبت. نوفمبر 16th, 2024

الخرطوم: السودان: 23-02-2022

ندّدت السلطات السودانية، مساء الإثنين، بالإجراءات التي اعتبرتها “أحادية الجانب” من قبل إثيوبيا عقب انطلاقها في إنتاج الكهرباء من سدّ النهضة.
وندّدت كلّ من القاهرة والخرطوم بتهديد المشروع لهما نظرا إلى اعتمادهما الكبير على مياه النيل، فيما تعتبره أديس أبابا أنّ مشروع السدّ ضروريا لتأمين الكهرباء ولتنمية البلاد، وعلى الرغم من الجهود الإقليمية فلم تتوصّل المفاوضات التي أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السدّ وتشغيله.
وبعد يوم من الإعلان عن الموقف المصري الرافض تماما لقرار أديس أبابا، أعلنت السودان، في وقت متأخر مساء الإثنين، حيث ندّدت بـالإجراءات الأحادية الجانب من قبل إثيوبيا بإطلاق إنتاج الكهرباء في سدّ النهضة، وكانت إثيوبيا قد انطلقت رسميّا، الأحد، إنتاج الكهرباء من سدّ النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، فيما وصف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انطلاق توليد الكهرباء بأنّه ولادة حقبة جديدة.
ومن جانبه، اعتبر المتحدّث الرسمي باسم الفريق السوداني المفاوض عمر كامل أنّ الإجراءات التي اتّخذتها إثيوبيا تتنافى مع روح التعاون وتشكّل خرقا جوهريا للالتزامات القانونية الدولية لإثيوبيا، كما خالف هذا الإجراء ما تمّ الاتفاق عليه بين الدول الثلاث في اٍعلان المبادئ.
وقال عمر كامل: “تؤكّد السودان موقفها الرافض لكلّ الإجراءات الأحادية الجانب في كلّ ما يتعلق بملء السدّ وتشغيله”.
ومنذ 2011، أطلقت إثيوبيا المشروع، الذي تقدّر قيمته بحوالي 4 مليارات دولار، ويهدف إلى بناء أكبر سدّ لإنتاج الطاقة الكهر مائية في قارة إفريقيا، إلا أنّ هذا المشروع أثار جملة من التوتّرات الإقليمية خصوصا مع جمهورية مصر العربية التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالي 90 % من حاجاتها من مياه الري والشرب.

والأحد، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا ندّدت فيه بالخطوة الإثيوبية معتبرة أنّ إعلان إثيوبيا البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سدّ النهضة هو خرق لالتزاماتها بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ الموقّع ما بينها وبين مصر والسودان في مارس من العام 2015.
ولم تفضي المحادثات التي أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي ملزم حول ملء السدّ وتشغيله. وطالبت كلّ من القاهرة والخرطوم بأن تتوقّف أديس أبابا عن ملء خزّان السدّ إلى حين التوصّل إلى اتفاق.
ومن جانبها، دعت الأمم المتحدة في وقت سابق، الدول الثلاث إلى مواصلة المحادثات بإشراف الاتحاد الإفريقي.
ولا تقتصر الإشكاليات الإقليمية التي تواجهها إثيوبيا على مسألة المياه وسدّ النهضة، بل أيضا هناك نزاع حدودي بين السودان وإثيوبيا حول أراض خصبة في منطقة “الفشقة” الشاسعة في ولاية القضارف شرقي السودان.
وتعتبر القاهرة والخرطوم أنّ هذا المشروع يمثّل تهديدا لهما نظرا إلى اعتمادهما الكبير على منسوب مياه النيل، فيما تعتبره أديس أبابا مشروعا ضروريا لتأمين الكهرباء ولتنمية البلاد.
وتمّ تشييد سدّ النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول، على بعد 30 كلم من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 مترا.
ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا مع النيل الأبيض في الخرطوم ليشكّلا معا نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط.
ومن جانبها، تعتبر مصر أنّ السدّ الإثيوبي نقطة تهديدا وجوديا لمنسوبها من مياه النيل الذي يمثّل المصدر الأوّل لتوفير الماء.