الخرطوم: السودان: 23-02-2022
منذ شهر أكتوبر الماضي، تشهد السودان استمرارا للمظاهرات الشعبية الحاشدة الرافضة للانقلاب العسكري، والمندّدة بالافراج عن المعتقلين، وقامت السلطات السودانية بإطلاق سراح 27 من المعتقلين بسجن سوبا، فجر اليوم الأربعاء.
وقالت مجموعة “محامو الطوارئ”، المجموعة المعنيّة بالدفاع عن الموقوفين في تعميم بأنّها ستقوم بإكمال إجراءات إطلاق سراح آخرين بعد أن تمّ ترحيلهم لأحد أقسام الشرطة.
وأشارت اللجنة إلى مواصلة السلطات احتجاز موقوفين آخرين من المتظاهرين في نفس السجن، دون التقيد بالظروف القانونية لعمليات الإيقاف.
من جانبه، دعا تجمّع المهنيين إلى التظاهر مجدّدا غدا الخميس، رفضا لمشاركة المكوّن العسكري في السلطة وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحقهم.
وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع زيارة الخبير الأممي بشأن حقوق الإنسان في السودان، أداما ديانغ، إلى البلاد، والتي سيختتمها يوم غد، بمؤتمر صحفي.
واعتبر أداما زيارته الأولى بنّاءة ومفيدة إثر اللقاءات التي جمعته مع ممثلي المجتمع المدني والسلطات الحكومية.
وتعيش السودان، منذ 25 أكتوبر الماضي، أزمة سياسيّة بين المكونين المدني والعسكري اللذين يتشاركان الحكم بعد عزل النظام السابق برئاسة عمر البشير.
وتجدر الإشارة أنّ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن في شهر أكتوبر عن حالة الطوارئ بالبلاد، والتي حل بموجبها حكومة الرئيس السابق عبد الله حمدوك،
وعلى خلفية ما اعتبرته العديد من المجموعات المدنية انقلابا أعلنت هذه المجموعات عن رفضها للإجراءات الاستثنائية التي فرضتها القوّات المسلّحة، وعلى الرغم من إبرام اتفاق بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحمدوك لاحقا في محاولة لتهدئة الأجواء والعمل على تشكيل حكومة جديدة، لكن لم يفلح ذاك الاتفاق في إرساء حلّ للأزمة السياسية في البلاد.
وأعربت تلك المجموعات على تمسّكها بعدم مشاركة الجيش في الحكم، فيما رفض المكوّن العسكري التخلي عن السلطة إلا لحكومة منتخبة، مؤكدا أنّه لن يلعب أي دور سياسي بعد ذلك.