أديس أبابا: إثيوبيا: 21-02-2022
أعلنت السلطات الإثيوبية أنّها بدأت، أمس الأحد، إنتاج الكهرباء لأوّل مرّة من سدّ النهضة المثير للخلاف الإقليمي بينها وبين كلّ من مصر والسودان.
في حين، أثارت هذه الخطوة حفيظة مصر التي اعتبرتها خرقا لاتفاق وقع بين البلدين في 2015.
وفي بيان صحفي، قالت وزارة الخارجية المصرية: “تعقيباً على الإعلان الإثيوبي عن البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سدّ النهضة، وذلك بعد سابق الشروع أحادياً في المرحلتين الأولى والثانية من ملء السدّ، تؤكد مصر على أن هذه الخطوة تُعد إمعاناً من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي”.
وكان قد أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، رسميًا عن انطلاق عمليّة إنتاج للكهرباء من السدّ المقام على النيل الأزرق، المصدر الرئيسي لمياه النيل الذي يمرّ عبر السودان ومصر.
وقد قام آبي أحمد، برفقة مسؤولين رفيعي المستوى، بجولة في محطّة توليد الطاقة وضغط على سلسلة من الأزرار على شاشة إلكترونية، في إعلان قال عنه المسؤولون إنّ ذلك يعني بدء إنتاج الكهرباء.
وتوجّه آبي أحمد بكلمة للجارتين مصر والسودان، قول فيها: “توليد الكهرباء الذي بدأ اليوم هو ملك لكم، لذا أود أن أهنئكم أيضا”، مضيفا: “أود أيضا أن أتوجه إليكم بالشكر على الضغط الذي تعرّضنا له من جانبكم حتى ولو كان بطريقة غير إيجابية”.
وتابع القول: “هذه المياه سوف تستمرّ في التدفق إلى السودان ومصر أثناء توليد الطاقة، واليوم نجحنا في أن نجعل العالم يشاهد ما كنّا نتحدث عنه؛ وهو أنّ شعب وحكومة إثيوبيا ليس لديهم أي نوايا من وراء بناء السد تهدف إلى تجويع أو تعطيش إخواننا المصريين والسودانيين”.
وشيّد السدّ الإثيوبي في منطقة بني شنقول قماز غربي البلاد، وكلّف أكثر من 4 مليارات دولار، ومنذ الشروع في إنجازه عام 2011 تسبّب في أزمة حادّة بين أثيوبيا ومصر والسودان؛ حيث تخشى الجارتان من انخفاض حصتيهما في مياه النيل عند استكمال المشروع.
ومن جانبها، اعتبرت أديس أبابا أنّ سدّ النهضة مشروع حيوي لنهضة البلد الاقتصادية ومصدر أساسي للطاقة اللازمة لمشروعات التنمية.
وفشلت عديد من الجولات التفاوضية بين إثيوبيا ومصر والسودان في التوصّل إلى حلول ترضي كافة الأطراف، حيث تصرّ مصر والسودان باتفاق ملزم بين الأطراف الثلاث بشأن ملء وتشغيل السدّ، في حين تتمسّك أديس أبابا بموقفها من بناء السدّ وتؤكّد أنّ استكمال مشروع سدّ النهضة سيكون ذا فائدة ليس على إثيوبيا فقط بل على كافة النطاق الإقليمي الإفريقي.