الأثنين. مايو 6th, 2024

باريس-فرنسا-18-02-2022


يرى خبراء استطلعت آراءهم وكالة الصحافة الفرنسية أن القوة الاستعمارية السابقة التي بقيت رأس حربة في العلاقات بين إفريقيا والإتحاد الأوروبي، تلقت ضربة قوية، مما يترك المجال واسعاً لتدخل قوى دولية أخرى، بينها روسيا والصين وتركيا، في القارة السمراء، حيث تنهار تدريجا التوازنات القائمة في العقود الماضية.
وكانت فرنسا تدخلت عام 2013 من خلال عملية “سرفال” لدحر الإرهابيين من شمال مالي وإنقاذ الحكومة المالية من خلال منحها نصرا عسكريا، لكن بعد 9 سنوات، تلطخت صورتها بدرجة كبيرة بسبب استمرار تدهور الوضع الأمني والانتقادات التي تطال قوات عملية “برخان” لمقاتلة الإرهابيين في منطقة الساحل، فضلا عن نفور من الرأي العام تجاهها، وصولا إلى إطاحتها من قبل المجلس العسكري.
ويؤكد دنيس تول، من “المعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمن” أن ما حدث يشكل هزيمة كبرى لفرنسا”، مضيفاً: “هزيمة استراتيجية لأن هذا الانسحاب كان بالتحديد ما تصبو إليه المجموعات الإرهابية… هزيمة سياسية لأن برخان تغادر مالي ليس بصورة طوعية، بل لأن باماكو اختارت الانفصال”..

وهذا الهاجس ظل حاضرا في بال قادة الإتحادين الأوروبي والإفريقي في بروكسل.
وقد أعلن الإتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أنه سيحشد أكثر من 150 مليار يورو من الاستثمارات في إفريقيا خلال السنوات المقبلة لسحب الأفارقة من الإعتماد على الصين ضمن استراتيجية الغرب لمحاربة النفوذ الصيني في القارة.
وحذرت مجلة “وورلد بوليتيكس ريفيو” الإلكترونية الثلاثاء الماضي، بأن “الاتحاد الأوروبي في إفريقيا يبدو مهتماً بمنافسة (الآخرين) الجدد الذين يزدادون نشاطاً في القارة، أكثر من التحاور مع الأفارقة أنفسهم”.
وأضافت المجلة:”إذا ما كان على الإتحاد الأوروبي المنافسة في هذا العالم الجديد من اللاعبين المتعددين في أفريقيا، فيجب عليه على الأقل فعل ذلك بمنظور إفريقي، لكيلا تصب الخصومات الجيوسياسية في عكس مصلحة الأفارقة”.