الجمعة. ديسمبر 27th, 2024


طرابلس-ليبيا-31-01-2022

عادت المخاوف لتحط بشبحها المخيف على ليبيا، على خلفية بدء مجلس النواب في تفعيل عزل حكومة عبد الحميد الدبيبة، وتكليف حكومة جديدة.
وتركزت تساؤلات الليبيين حول الكيفية التي ستتم بها إزاحة الحكومة الراهنة، وما إذا كانت ستلجأ إلى خيار استخدام الميليشيات المسلحة، وهي التخوفات التي  يغذيها تجاهل الدبيبة قرارات مجلس النواب، واستمرار تـصريحاته بعدم تسليم مهامه إلا لسلطة منتخبة، فضلاً عما ساد العاصمة طرابلس في الفترة الأخيرة من أجواء التحشيد العسكري بين الميليشيات .
وأعرب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، طلال الميهوب، عن أمله في “ألا يمارس الدبيبة أي قدر من التعنت، ويسلم السلطة طواعية للشخصية التي سيتم التصويت عليها من قبل أعضاء مجلس النواب، لتولي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة”.
وعلَّق الميهوب على احتمال رفض الدبيبة تسليم مهامه، والاستعانة بسلاح الميليشيات الموالية له  للاحتفاظ بموقعه، قائلاً: “أتوقع مثل هذا السيناريو، وهو ليس بعيداً عن ذهن أعضاء مجلس النواب”.
وأوضح أن “هناك شبه توافق على منح مهمة تشكيل الحكومة الجديدة لشخصية تتمتع بتأثير كبير في المنطقة الغربية، ولديها قدرة على التعاطي مع ملف الميليشيات”.
ولمَّح الميهوب إلى مكانية مساهمة كل من اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، والجيش الوطني الليبي في هذا الصدد ”إذا ما تطلب الأمر”.

من جهته، حافظ الغويل من معهد الدراسات الدولية بجامعة “جونز هوبكنز، أن الصراعات بين الشخصيات السياسية في ليبيا ستتجدد، وأن كلاً منهم سيعمل على توظيف سلاح الميليشيات لفرض نفسه قوة مؤثرة، أو لحماية نفوذه ومصالحه، دفاعاً عن حلمهم للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، إلا أنه استبعد إمكانية نجاح أي قوة مسلحة في تغيير السلطة القائمة بالعاصمة، ما دامت القوات التركية موجودة في الغرب الليبي.
وقال الغويل لـ”الشرق الأوسط،  إن هناك “اصطفافاً واضحاً بين ميليشيات الغرب، وتحديداً بمدينة مصراتة، ما بين الدبيبة، وفتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، وكل منهما قد يحاول استمالة عناصر الآخر عبر الوعود بالمال والمناصب”..
وأضاف الغويل أن “باشاغا وغيره من الشخصيات السياسية يحتفظون -مثل الدبيبة- بعلاقات قوية مع أنقرة” ورأى أن “الأمر ليس عشوائياً، فهناك علاقات رسمية ومصالح سياسية واقتصادية وشراكات لأنقرة مع حكومة الدبيبة، ولا يمكن المخاطرة بها”.
ولفت الغويل إلى أن”إعادة رسم خرائط السلطة بالعاصمة والمنطقة الغربية عموماً أمر يحظى باهتمام دول عدة بالمنطقة، كالجزائر وتونس”. 
 من جانبه، ذهب رئيس مؤسسة “سلفيوم” للدراسات والأبحاث، جمال شلوف، إلى أن “سيناريو الإزاحة المسلحة للدبيبة، قد يكون خيارا مطروحا من قبل تحالف ميليشياوي قوي”. وقال إن”هناك شخصيات بالغرب الليبي معروفة بتقاربها مع موقف المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بشأن دعوته إلى تشكيل حكومة جديدة، بجانب تقاربها مع قيادة (الجيش الوطني)، لافتاً إلى أن “هذه الشخصيات تحظى بولاء عدد كبير من التشكيلات المسلحة القوية داخل مدينة مصراتة، مثل باشاغا”.
وبالفعل، وصل إلى مدينة بنغازي الليلة الماضية، وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة، المرشح للانتخابات الرئاسية، فتحي باشاغا.

وفي آخر موقف سياسي له، حمَّل باشاغا، حكومة الوحدة الوطنية الموقتة بقيادة عبدالحميد الدبيبة، مسؤولية فشل إجراء الانتخابات في ليبيا، التي كان مزمعًا لها في 24 ديسمبر الماضي، مؤكدًا ضرورة استبدال هذه الحكومة.

وفي 21 ديسمبر، استضافت مدينة بنغازي اجتماعا لعدد من مرشحي الانتخابات الرئاسية بينهم فتحي باشاغا، والمشير خليفة حفتر، ومحمد المنتصر، وأحمد معيتيق، والعارف النايض، والشريف الوافي، وعبد المجيد سيف النصر.

وفي يوم الاجتماع، كتب باشاغا عبر حسابه على تويتر:” بنغازي ركيزة مهمة لاستقرار ليبيا الذي نطمح إليه”.

وكانت  وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة “الإنقاذ” السابقة سميرة الفرجاني، قد ذكرت أن “طرابلس الآن في وقت عصيب جداً، والكل يتجهز فيها وعليها، ولا أحد يعلم مَن يقود مَن”.