ستراسبورغ: فرنسا: 20-01-2022
في خطاب أمام نواب البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشركاء الأوروبيين إلى “تحالف جديد” مع القارة الإفريقية.
وأعلن ماكرون، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام الجاري، عن تنظيم قمة أوروبية إفريقية في فبراير القادم لإعادة بناء الشراكة بين القارتين.
كما دعا بدوره إلى ضرورة العمل على إحداث نظام أمني جديد في أوروبا مع حلف شمال الأطلسي لمواجهة روسيا.
وقال ماكرون خلال الخطاب، الذي ألقاه أمس الأربعاء، أمام أعضاء البرلمان الأوروبي حول رؤيته المستقبلية للاتحاد والأولويات التي ستحظى باهتمامه مع رئاسة فرنسا للمنظمة، مشدّدا على أنّ أوروبا ساعدت القارة الإفريقية خلال جائحة كورونا، وستعمل على مواصلة القيام بذلك، كما اقترح أيضا، إبرام اتفاق اقتصادي جديد بين القارتين، مشيرًا إلى الاقتراح الذي عرضته فرنسا على صندوق النقد الدولي والمتعلّق بتقديم المساعدات للدول الإفريقية في مجالات؛ التعليم والصحة والمناخ من أجل تنمية القارة ومساندتها في المجال الأمني لمواجهة تزايد الأعمال الإرهابية.
وأشار ماكرون إلى أنّ القارة الأوروبية مبنية على نموذج فريد على مستوى العالم من التقدّم والحرية والتضامن، موضّحًا أنّ البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ يعبّر عن إرادة الشعوب الأوروبية معًا.
وأكّد الرئيس الفرنسي، أنّه تمّ خلال الأشهر الماضية إدارة الجائحة من قبل الديمقراطيات من خلال نقاشات برلمانية وحرية الصحافة والأنظمة الأكاديمية مما أفضى إلى قرارات أكثر حماية للأرواح البشرية.
وأعرب ماكرون عن رغبته في ظلّ الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي مواصلة العمل على توفير وظائف ذات جودة بأجور أفضل وتقليص التفاوت في الأجور بين الرجال والنساء وتخصيص حصص للنساء في مجال رئاسة الشركات من أجل مكافحة جميع أشكال التمييز.
كما أعرب ماكرون على أن أوروبا تولي اهتمامًا بالغًا بقضية المناخ والبيئة، حيث قامت بالاستثمار في تكنولوجيا المستقبل، كما تقدّمت المفوضية باقتراحات هامّة وسيتمّ تنفيذ عدد منها من أبرزها اعتماد أول قانون على مستوى العالم ضدّ إزالة الغابات ومكافحة الاحتباس الحراري.
وبشأن الأمن، قال ماكرون إنه يمكن تحقيقه فقط من خلال مواجهة الهجمات الإرهابية والهجرة غير النظامية.
وفيما يتعلّق بمجال الدفاع، أكّد ماكرون على أهمية عامل القدرة الاستباقية لقارة أوروبا لتعزيز أمنها وحماية فضاءاتها، منوهًا بأن دول القارة خلال السنوات الماضية شهدت العديد من الأحداث التي لم يسبق لها مثيل؛ ما دفعها إلى إعادة النظر في سياساتها في مجال الدفاع واستراتيجيتها وفي مجال صناعة الدفاع والتكنولوجيا.
وأشار ماكرون إلى أنّ أوروبا تشهد تصاعدا للتوترات خاصّة مع دول الجوار ويوجد توترات على مستوى العالم، مما يتوجب إعادة النظر في سياسة الجوار وإعادة النظر في مكانة ومركز أوروبا في العالم.