الأحد. نوفمبر 17th, 2024

أديس أبابا: إثيوبيا: 18-01-2022

أعلنت السلطات الإثيوبية عن اعتزامها إزالة 17 ألف هكتار من الغابات خلال شهر فبراير القادم، تمهيدا لعمليّة الملء الثالث لبحيرة سدّ النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل الأزرق، وسط تخوّف دول المصب؛ مصر والسودان، من إمكانية تأثير ذلك على حصتيهما من منسوب مياه النيل.
وتمّ الإعلان عن هذه الخطوة، خلال الاجتماع الذي ضمّ وزيرة الري الإثيوبية عائشة محمد وجومز الشاذلي حسن حاكم إقليم بني شنقول، ومسؤولين من الحكومة الفيدرالية الإثيوبية في مدينة أصوصا، عاصمة إقليم بني شنقول جوميز الذي يقع به سدّ النهضة.
وأكّد المجتمعون على أنّ الاستعدادات لا تزال جارية لاستكمال ما تتطلبه المرحلة الثالثة من إزالة الغابات لعملية الملء الثالث لسد النهضة، ورجّح المسؤولون الإثيوبيون أن تنتهي عمليّة إزالة الغابات في غضون 60 يوما من بدء العمل فيه.
وفي سياق متّصل، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إنّ أديس أبابا ستبدأ قريبا في إنتاج الطاقة من سدّ النهضة، مشيرة إلى أنّ “السودان ستكون هي المستفيد الأكبر من هذا السدّ”.
وأضاف المتحدّث باسم الوزارة أنّ إنتاج الطاقة من سدّ النهضة “لا يعني توقّف المفاوضات الثلاثية بشأن القضايا المتعلّقة بالسدّ”، مضيفا أنّ “على دول المصب التأقلم مع الواقع”.
ومن جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنّ بلاده حريصة على التوصّل لاتفاق قانوني ملزم وشامل بشأن ملء سدّ النهضة وتشغيله.
وعلى هامش منتدى شباب العالم المنعقد في مدينة شرم الشيخ، أوضح الرئيس السيسي أنّ مصر تريد اتفاقا قانونيا ملزما وشاملا “يراعي كل شواغلنا”.
وأشار الرئيس المصري أنّه على خلفية تعثّر المفاوضات قرّرت السلطات المصرية التوجه إلى مجلس الأمن سعيا لبلوغ هذا الاتفاق.

ومنذ بداية مشروع الألفية “سدّ النهضة الإثيوبي”، تقول السلطات في القاهرة والخرطوم إنّ 10 سنوات من المفاوضات مع إثيوبيا باءت بالفشل، وأن سدّ النهضة بدأ بالفعل عملية ملء ثانية لخزانه، وأضافتا أن هذا لا ينتهك اتفاقية عام 2015 فحسب، بل يعتبر تهديدا وجوديا لـ 150 مليون شخص في دولتي المصب.
واكتمل بناء السد على النيل الأزرق بنسبة 80 بالمئة ومن المتوقع أن يصل إلى طاقة التوليد الكاملة في عام 2023، مما يجعله أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
ومن جهتها، تعتبر إثيوبيا أنّ المشروع، الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار، ضروريا لتعزيز التنمية الاقتصادية وإمداد الغالبية العظمى من سكانها بالكهرباء.