مصراتة-ليبيا-17-01-2022
تحدثت تقارير من مدينة مصراتة الليبية، عن وجود مجموعة من الحاويات عبارة عن مُبردات كبيرة الحجم، جنوب شرقي المدينة تحتوي منذ خمسة أعوام على 742 جثة لعناصر من تنظيم “داعش”، في انتظار إمكانية إعادتهم إلى بلدانهم، لكن منذ ذلك التاريخ ظل الوضع على حاله، في ظل عدم رغبة دولهم في استعادتها، حسب ما جاء في تحقيق لوكالة “رويترز” مؤخرا،مشيرة إلى أن الحكومة السابقة بعد هزيمة تنظيم “داعش”في سرت ، عام 2016، أمرت بجمع جثث المسلحين المتراكمة تحت الأنقاض، وفي قبور حفرها رفاقهم على عجل، ووضعها في مبردات ضخمة كانت مخصصة لحفظ الطعام، إلى حين التعرف على هوية أصحابها وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى عائلاتهم الليبية.
ومع استمرار الصراع في ليبيا وبمرور الوقت، بدأت الجثث تتحلل، مع انقطاع الكهرباء عن حاويات التبريد. ونقلت الجثث إلى مصراتة.
ويرى بعض السياسيين في ليبيا أن السماح بشحن تلك الجثث إلى أوطانها، مثل السودان وتونس ومصر، يمثل أمراً ذا حساسية لحكومات تلك الدول التي يتحفظ بعضها بشأن الاعتراف بعدد مواطنيها الذين غادروها للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.
وفي المكان الذي تديره الشرطة وتحيط به أسوار وكاميرات مراقبة أمنية، تفوح رائحة الجثث المتحللة، وتنمو الأعشاب بين الحاويات وتقف خيمة الطب الشرعي المهجورة تحت أشعة الشمس.
وعرفت ليبيا ظاهرة الجثث مجهولة الهوية على كثرتها، عقب فوضى أمنية شهدتها البلاد بعد القصف العنبف الذي نفذه حلف شمال الأطلسي طوال سبعة أشهر متتالية وتدمير مؤسسات الدولة الليبية وإسقاط النظام عام 2011، ما سهل دخول مسلحين من دول عربية وآسيوية إلى ليبيا، والاندماج في مدن كانت تحت سيطرة ما يُعرف بـمجلسي «شورى ثوار بنغازي» و«شورى ثوار درنة»، أو الانتشار في الجنوب الليبي.
وقال مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أحمد حمزة، لـ”الشرق الأوسط” إن مصير هذه الجثث التي سقطت خلال المعارك التي شهدتها سرت، لا يزال غامضاً”.
وكان الغرض من تجميع هذه الجثث في الأصل تحديد هوية أصحابها ودفنهم بشكل مناسب إلى جانب جمع أدلة على تدفق “المقاتلين الأجانب” إلى ليبيا مستغلين حالة الفوضى التي سادت البلاد.
وفي خضم هذه الفوضى، ظهرت موجة جديدة من التشدد، وبدأ أنصار “داعش” شن هجمات والاستيلاء على أراضٍ، بينها مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الراحل معمر القذافي.
وتسلل المئات من عناصر التنظيم إلى ليبيا على أمل الانضمام إلى المقاتلين المحليين في وقت كان علم “داعش” الأسود يرفرف فوق مدينة رئيسية في ليبيا رمزاً لانهيار البلاد، بالنسبة لكثيرين.
واعتماداً على الوثائق والصور، والتحدث إلى مسلحين أسرى، توصلت السلطات الليبية إلى هوية أكثر من 50 جثة، معظمها لأشخاص من دول عربية وإفريقية، ولكنها حددت أيضا بصورة مبدئية هوية امرأة بريطانية وطفل فرنسي. ولكن، حتى المقاتلون الذين تم التعرف عليهم من خلال الوثائق أو بمساعدة رفاق سابقين لم تهتم الدول الأجنبية أو أفراد الأسر بتسلم جثثهم، تاركين الأمر لحكومة طرابلس.
وفشلت خطة تتضمن تخصيص مقبرة في مدينة سرت، التي سيطر عليها التنظيم في 2015 وظلت في قبضته لأكثر من عام، عندما تغيرت خطوط المواجهة، كما تعثرت خطة أخرى لدفنهم في مقبرة مخصصة أصلاً للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في أثناء محاولة المرور عبر ليبيا إلى أوروبا. وكان السبب هذه المرة أن المقبرة لم تكن كبيرة بما يكفي. ونقلت وكالة «”رويترز”، عن وحدة الشرطة التي تدير المكان أن حكومة “الوحدة الوطنية” برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خصصت ميزانية لدفن الجثث قريبا، لكن لم يتم الإعلان عن موعد محدد أو مكان للدفن.