السبت. نوفمبر 16th, 2024


تونس: 13-01-2022

ذكرت “العين الإخبارية” أن محمد الهنتاتي، السياسي والداعية التونسي، كشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال في المدة الماضية، متهما الغنوشي بالوقوف وراء ذلك على خلفية اتهامه رئيس حركة “النهضة” بالإرهاب.

وقال: “أدين رأسا أكبر حزب في الإجرام بالبلاد وهو حركة النهضة، وأدين رأسا راشد الغنوشي رئيس الأجهزة السرية الثلاث لحركة النهضة، إذ لا أحد يستفيد من قتلي إلا هؤلاء، ولا أحد يفتي بقتلي إلا هذا الشيخ الزاعم للعلم والمشيخة لأن ليس لي أي عداوة مع أي جهة أخرى”..

واستعرض تفاصيل يوم محاولة اغتياله،قائلا: “خرجت لأداء صلاة الفجر في المسجد، لكني فوجئت وأنا على متن سيارتي بأن المكابح لا تعمل برغم أن سيارتي كانت مغلقة، ولاحقا تأكدت من مختص بأنه تم قطع الفرامل والمكبح ومكبح النجدة ولو لا ألطاف الله لكنت قتلت”.
وفي حديثه أيضا، عاد الهنتاتي إلى ملف “وفاة”الرئيس السابق الباجي قائد السبسي السبسي، مؤكدا أن الرئيس الراحل “قُتل واغتيل وأن وفاته لم تكن طبيعية”.

وقال: “لم أطرح هذه النقطة منذ أيام فقط بل قبل ذلك بكثير من خلال بث مباشر عبر موقع فيسبوك وفي كثير من المقابلات، والدولة التونسية كانت على علم بهذه المسألة وأخص بالذكر رئيس البلاد قيس سعيد الذي كان على علم بذلك”.

وأوضح أن “فتح الملف في السابق كان سيفتح أبوابا لم يستعد (سعيد) لها بعد، إذ أن الرجل لم يسبق له تقلد أي منصب في الدولة التونسية وليست له أي علاقة أمنية أو عسكرية بالمؤسستين العسكرية أو الأمنية، لذلك تحيّن الفرصة المناسبة لفتح هذا الملف، أي أن الباجي قائد السبسي اغتيل وقتل”.

واستطرد قائلا: “لديّ كل ما يثب ذلك وهو التقرير الطبي العسكري الذي اطلعتُ عليه شخصيا، ولديّ قانون يحميني وهو قانون النفاذ إلى المعلومة، ولم آخذ نسخة منه لأن ذلك يعد جريمة إلا أنني اطلعت عليه وتأكدت أن السبسي قتل”.

ولفت إلى أن “السبسي قتل عندما أعلن صراحة -ويا ليته لم يفعل ذلك قبل أن يبدأ- أنه سيفتح ملف الجهاز السري لحركة النهضة، وقد اتعظ قيس سعيد من الخطأ المصيري الذي ارتكبه الراحل عندما تكلم قبل أن يبدأ، لذلك صمت ولم يتكلم ولم يتفاعل وبقي صامتا وكتوما حتى تحين الفرصة وكانت مناسبة لإثارة هذا الملف”.

وفي 28 ديسمبر الماضي، فتحت السلطات التونسية تحقيقا في ملابسات وفاة السبسي بعد ما أثاره الهنتاتي خلال برنامج تلفزيوني بثته قناة خاصة، حول وفاة الرئيس السابق في 25 يوليو 2019 عن عمر ناهز 92 عاما.

وأكد الهنتاتي أن “التقرير الطبي أثبت أن السبسي رئيس البلاد المباشر لمهامه وقائد القوات المسلحة تسمم بإشعاعات فلاشات التصوير القاتلة”، لافتا إلى أن “التسميم وقع في القصر الرئاسي وتحقق موته بفعل ذلك التسميم تم في المستشفى العسكري بالعاصمة”.

وطريقة القتل عن طريق إشعاعات فلاشات التصوير تتمثل في ضخ كمية قاتلة من الإشعاع النووي عن طريق مختبرات عبر فلاش ضوئي معدّ لهذا الغرض ومحمل بمادة البولونيوم في شكل عملية تصوير تبدو عادية.

واستدرك الهنتاتي: “نحن لا نتهم المؤسسة العسكرية ولا الطب العسكري بذلك، وإنما نتفهم كتمان المؤسسة العسكرية في تلك اللحظة لظروف وملابسات هذا الخبر، والحمد لله جاء الوقت حيث تفضلت المؤسسة العسكرية بمد مجلس الأمن القومي الذي ترأسه قيس سعيد بهذا الملف، والذي أذن بموجب المرسوم 117 لوزيرة العدل ليلى جفال بإثارة الدعوى، وفعلا فتح التحقيق الجدي وهذا دليل على جديته”.

ولفت إلى أن “النيابة العامة بتونس راسلت المستشفى العسكري لمدها بهذا الملف”، معربا عن سعادته بفتح التحقيق.

وأوضح الهنتاتي أن حركة “النهضة” تشكل الواجهة السياسية والتجارية من الخارج، لكن لديها 3 أجهزة سرية في الداخل وهي جهاز مالي، وآخر عسكري، وثالث مخابراتي.

وتابع موضحا: “أعلم الرأي العام التونسي والعربي والعالمي بأن حركة النهضة لم توقف يوما أجهزتها السرية، بل بالعكس ازدادت تنظيما وتقنينا وهيكلة بعد الثورة لأنها اليوم تحتاج لجهازها السري أكثر من أي وقت مضى، والآن وبعد قرارات 25 يوليو الماضي فإن تلك الأجهزة تشهد حالة استنفار قصوى وعلى أهبة الاستعداد في كل الاتجاهات وعلى كل الأصعدة لتنفيذ الخطة أ وب، كلها موضوعة على الطاولة.”

وأكد أن “الغنانيش (أنصار الغنوشي) كانوا مستعدين قبل سقوط 25 يوليو لفعل كل شيء من أجل زيادة لحظة أخرى في الحكم، واليوم أصبح عندهم صراع وجود يقتضي بالنسبة لهم إراقة الدماء وإزهاق الأرواح”.

وفي 25 يوليو أصدر الرئيس التونسي قرارات استثنائية استنادا إلى الدستور وتلبية لمطالب التونسيين، تقضي بتجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحومة الموالي لـ”الإخوان” هشام المشيشي.

ويعتقد الهنتاتي أنه “لم يعد للإخوان أي معنى في الحياة السياسية للتونسيين إلا عبر ممارسة الأعمال الإجرامية، وأنا كشفت في السابق الجهاز السري لحركة النهضة وقدمت للرئيس الرئيس قيس سعيد تقارير وملفات كبرى تؤكد إدانتهم وبقي الرئيس كل هذه المدة لفحصها وعندما تأكد منها تحرك على أساسها وأنا سعيد بذلك”.

وأكد الهنتاتي يقينه من أن “هؤلاء (الإخوان) مستعدون لرد الفعل بأي طريقة حتى بشكل عشوائي، لذلك أهيب بالمخابرات والمخابرات العامة المدنية وبالقوات الحاملة للسلاح وبالشعب التونسي أن يكون مساندا كما كان في 25 يوليو الماضي.”

واعتبر الهنتاتي أن الغنوشي في الجانب السياسي لم يكن يوما ديمقراطيا لا في ذاته ولا في صفاته ولا داخل حزبه، معتبرا أنه بالنظر لهياكل حركة “النهضة” من الداخل، كان ذلك مضيعة للوقت لأنها لم تعد موجودة ومحقت وسحقت وذوبت من الساحة السياسية وهي آخر معاقل “الإخوان”.

وأضاف: “أنا وقيس سعيد على رأس قائمة الاغتيال الجديد في الجهاز السري لحركة النهضة، وأنا لا أريد أن أتباكى مثل ما يفعلون لكن صدقا أنا مهدد بالقتل واستهدافي هو استهداف لعائلتي الصغيرة ولعائلتي الكبيرة تونس، وأهيب اليوم بطلب الحماية بصراحة لأنني لم أعد ملك نفسي وتواصلت مع الرئاسة بهذا الصدد، وربما أتمكن من الحصول على حماية لصيقة في الوقت القريب”، على حد قوله.

وقال: “حاشى لله أن يكون الإسلام مدعاة للإجرام وللإرهاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن المسلم من سلم الناس من يديه ولسانه”.

ومضى يقول: “لو توفيت قبيل الثورة ولو بربع ساعة لمتّ معتقدا أن الغنوشي صحابي جليل أو تابعي أو صومعة علمية وصلاح واستقامة ويريد الخير للبلاد والعباد، لكن بعد الثورة تبين بالكاشف أن هؤلاء لا علاقة لهم بالتوانسة ولا بالإسلام ولا بأي مراعاة لخصوصية إنسانية الانسان في التعاطي أو التعامل”.

وفي منتصف ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد بشكل صريح عن “مؤامرات” تحاك ضدّ بلاده، وعن مخططات لاغتيال عدد من المسؤولين.

وحينها، حذّر سعيد، خلال إشرافه على اجتماع مجلس الوزراء، التونسيين “مما يدبّر اليوم من قبل بعض الخونة، الذين باعوا ضمائرهم للمخابرات الأجنبية يخطّطون لاغتيال عدد من المسؤولين”.