تونس-12-01-2022
تصادف اليوم 12 ﻳﻨﺎﻳﺮ الذكرى الثامنة والأربعون لإعلان جربة الوحدوي ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﻪ كل من الزعيمين الراحلين ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ وﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮﺭﻗﻴﺒﺔ ﺑﺠﺰﻳﺮﺓ ﺟﺮﺑﺔ.
وجاء هذا الحدث التاريخي امتدادا لتوصيات مؤتمر طنجة عام 1958 وكذلك تجسيدا لتطلعات الشعب العربي ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺃﻗﻄﺎﺭه ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ بفعل مؤامرة سايكس بيكو، في عصر تشكلت ملامحه عبر إقامة الوحدات الكبرى لمواجهة التحديات الأمنية والإقتصادية، حيث أصبحت التكتلات الكبرى هي المهيمنة على مقدرات الشعوب.
وتشير عدة مصادر متطابقة إلى أن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة كان على إدراك كامل بأهمية خلق فضاء وحدوي بمنطقة المغرب العربي، تتضافر فيه الإمكانات البشرية مع الموارد الطبيعية الهائلة لخلق منارة ونموذج للتقدم الإقتصادي والفكاك من التبعية خاصة لجهة القوى الإستعمارية السابقة.
إلا أن وقائع ما حدث من إجهاض لـ”الجمهورية العربية الإسلامية” تؤكد انخراط فرنسا والقوى الفرنكوفونية في الداخل في معارضة المشروع الوليد إلى درجة أن رئيس الوزراء آنذاك الهادي نويرة قطع زيارته لطهران وعاد لـ”إقناع” بورقيبة والضغط في الإتجاه المعاكس بسوق جملة من”التخوفات” لضرب الإعلان الوحدوي.
وفي المقابل وبمجرد ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ غفيرة في البلدين ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﻓﺮﺡ ﺗﺄﻳﻴﺪﺍً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ التاريخي في استفتاء لاينكره أو يتناساه سوى الجاحدين وعملاء الغرب الذين يرون في فرنسا “الوطن الأم” برغم الجرائم التي ارتكبتها في تونس والجوائر والمغرب.
سؤال بسيط في ذكرى هذا الإعلان:ماذا لو استمرت عملية البناء والتكامل الإقتصادي والمالي والسياسي إلى اليوم بين البلدين الشقيقين؟ .. هل كنا سنجد أنفسنا في مثل هذا الوضع المأساوي من الأزمات الإقتصادية والتبعية والتسول على أعتاب البيوتات المالية العالمية ، واستضعاف بلداننا إلى درجة الوصول إلى”الربيع الخرافي” المدمر بفوراته الوهمية؟
بأيدينا أضعنا فرصا تاريخية كان بمكن التقاطها!