الأحد. نوفمبر 17th, 2024

الخرطوم: لسودان: 10-01-2022

أكّد رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان، فولكر بيرتس، أنّ الأمم المتحدة لم تأت بأيّ مشروع أو مسودّة أو رؤية لحلّ الأزمة في السودان.
وفي المؤتمر الصحفي المنعقد في الخرطوم اليوم الاثنين، قال بيرتس إنّ: “البعثة لم تطرح اقتراحا حول مضمون حلّ القضايا المختلف عليها، ولن تتبنّى مشروعا لأيّ جانب، حيث إنّ هذه الأمور سودانية داخليّة، ونحن نقدم خطة مشاورات فقط ولن نقدم مشروعا مسبقا”.
وأشار بيرتس بالقول: “نحن مسهلين وميسرين، ومشروعنا تسهيل المشاورات بين السودانيين عن طريقنا، وهي مشاورات غير مباشرة، ونريد أن نعرف من السودانيين الذين دعوناهم ماهي رؤيتهم حول المرحلة المقبلة، وماهي الأولويات إذا جلسنا على طاولة واحدة”.
وأضاف بيرتس أنّه ليس بالضرورة مناقشة كافّة المسائل في هذه المرحلة بالتحديد، لكن الظرفية تحتّم معرفة رؤية جميع الأطراف حول الأولويات إذا سارت الأمور بشكل جيّد قد تمكّن من الوصول إلى مرحلة نقاش القضايا الأخرى.
وأوضح بيرتس أنّه لا اعتراض على هذه المبادرة من المؤسسة العسكرية ولا المؤسسة الأمنية، لافتا إلى الدعم الدولي والإقليمي لتلك المبادرة، حيث إنّ مشاورات السودانيين تحتاج إلى مثل هذا الدعم.
وأشار المبعوث الاممي إلى أنّه سيطرح على مجلس الأمن إحاطة بخصوص الوضع الراهن في السودان، كما ستجتمع دول “أصدقاء السودان” بعد أسبوع، ويتوقّع أن تلعب دورا مهما.
وقال بيرتس أنّ البعثة الأممية دعت جميع الأطياف الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، للمشاركة في المشاورات الأولية، منوّها إلى أنّ هذه المشاورات ستكون في شكل منفرد في البداية على الأقلّ.
وتتكون مبادرة الأمم المتحدة من 4 عناصر أساسية: أبرزها إلغاء مجلس السيادة والاستعاضة عنه بمجلس رئاسي شرفي يتكون من ثلاثة أعضاء مدنيين.
بالإضافة إلى منح العسكريين مجلسا مقترحا للأمن والدفاع، ولكن تحت إشراف رئيس الوزراء الذي سيمنح سلطات تنفيذية كاملة تشمل تشكيل حكومة كفاءات مستقلة بالكامل.
وقال مصدر مطلع في البعثة الدولية في الخرطوم إن المبادرة تقوم على تعديل الوثيقة الدستورية الموقعة في العام 2019، التي ألغى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عددا من بنودها الرئيسية ضمن الإجراءات التي اتخذها في 25 أكتوبر الماضي.
وعلى الرغم من ترحيب عددا من الأطراف السياسية في السودان لمشروع المبادرة، لكن من الممكن أن تواجه المبادرة معارضة واسعة من قبل عدد من الجهات التي تقود الاحتجاجات الرافضة بشكل كامل لأي تمثّل للسلطة العسكرية في الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية.
ومنذ شهرين، يعيش السودان أزمة سياسية وأمنية خانقة وحالة من الشلل الاقتصادي على خلفيّة موجة الاحتجاجات المتواصلة التي أججتها إجراءات الجيش في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2021.