الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

نيامي: النيجر: 30-12-2021

أعلنت السلطات بالنيجر عن طرد 8 روانديين ظالعين في إبادة “التوتسي” في العام 1994، لأسباب اعتبرتها “أمنية”، كانت البلاد قد استقبلتهم قبل أسابيع، وفقا لما أوردته وسائل إعلام فرنسية.
ووفقا لنفس المصادر، فقد تضمّن القرار الموقّع من طرف وزير الداخلية النيجري، حمادو أمادو سولي، أنّ الأشخاص الذين تليت أسماؤهم مطرودون نهائيا من أراضي النيجر مع منع دائم من الإقامة لأسباب دبلوماسية.
وأشار القرار الرسمي أنّه سيتمّ إخطار المعنيين بمغادرة أراضي جمهورية النيجر، خلال مهلة لا تتجاوز 7 أيام من تاريخ إصدار هذا القرار.
وكان قد تمّت تبرئة 4 من هؤلاء الروانديين من طرف محكمة الجنايات الدولية، فيما أمضى الأربعة الآخرون مدّة العقوبة التي حكمت عليهم بها هذه المحكمة الدولية.
إبادة جماعية لأقليّة التوتسي
في العام 1994، وقعت الإبادة الجماعية في رواندا خلال أعمال العنف واسعة النطاق، التي بدأت في 7 أبريل واستمرت حتى منتصف شهر يوليو، حيث شنّ القادة المتطرّفون في جماعة “الهوتو” التي تمثّل الأغلبية في رواندا حملة إبادة جماعية ضدّ الأقلية من قبيلة “توتسي”.
ووفقا للتقارير الصادرة، فقد قُتل أكثر من 800 ألف شخص وتعرّضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، خلال فترة لا تتجاوز 100 يوم.
وأسفرت هذه الإبادة على قتل ما يقدر بـ 75% من التوتسيين في رواندا، ولا تزال لجنة “صوت الضمير” التابعة لمتحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تسليط الضوء على الإبادة الجماعية في رواندا على خلفيّة الطبيعة القاسية للعنف ونطاقه والتأثير المستمرّ للإبادة الجماعية على منطقة وسط إفريقيا.
ونجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوّة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد، في 15 يوليو 1994، وعلى الرغم من ذلك، فلا تزال آثار الإبادة الجماعية باقية إلى اليوم، حيث أنها تركت رواندا مدمّرة، مخلّفة مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية، وحوّلت البنية التحتية للبلد إلى أنقاض.
حيثيات الإبادة
تمكّنت إثنية التوتسي، ذات الأقلية مقارنة بإثنية الهوتو التي تمثّل 85%، من الهيمنة على سدّة الحكم لفترة طويلة تحت غطاء النظام الملكي، لتتمكّن إثنية الهوتو من الإطاحة بالملك في العام 1959، على إثر ذلك فرّ الآلاف من إثنية التوسي إلى عدد من الدول المجاورة.
ليشكّل مجموعة من التوتسي في المنفى جماعة “الجبهة الوطنية الرواندية”، وفي العام 1994 أسقطت طائرة كانت تقل الرئيس الرواندي آنذاك جوفينال هابياريمانا ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا وقتل جميع من كانوا على متنها، ووجّه متشدّدو الهوتو الاتهام إلى جماعة الجبهة الوطنية المتمرّدة وبدأوا على الفور حملة منظّمة للقتل.
في حين، قالت الجبهة الوطنية الرواندية إنّ إثنية الهوتو هم من أسقطوا الطائرة كذريعة لتنفيذ الإبادة الجماعية المتوحشّة.