نيامي-النيجر-24-12-2021
لاتزال التهديدات الإرهابية تحط بثقلها على منطقة الساحل الإفريقي، بحكم كميات الأسلحة الهائلة التي تم تسريبها من ليبيا منذ إسقاط النظام الجماهيري في ليبيا عام 2011.
وكان رئيس جمهورية النيجر محمد بازوم، قد وصف ضعف وسائل مكافحة الإتجار بالأسلحة انطلاقا من ليبيا، التي تعد مصدرا رئيسيا لتسليح فصائل متطرفة تنشط في منطقة الساحل، بأنه “خطأ فادح”,
واعتبر بازوم، فى كلمة ألقاها في افتتاح منتدى دكار حول السلام والأمن في إفريقيا، مؤخرا، أن دول الساحل الإفريقي بحاجة إلى دعم أكثر تكيفا من شركائها يتمحور حول الإستخبارات والإسناد الجوي وتعزيز قدرات جيوشها.
وتابع: “على صعيد الإستخبارات، الخطأ الفادح الذي يرتكبه الشركاء هو ضعف الإنخراط في مكافحة الإتجار بالأسلحة انطلاقًا من ليبيا، بالرغم من أنه العامل الأهم على صعيد نشر هذا الإرهاب”.
وتواجه جيوش دول الساحل الإفريقي، ودول أوروبية عدة منخرطة في مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومن بينها فرنسا، هجمات متزايدة تشنها فصائل مسلحة.
وأوضح بازوم، أن أسلحة الجماعات الإرهابية التي تنشط حاليًا في منطقة الساحل ذات طابع متطور، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة وذخائرها وكمياتها كبيرة، مؤكدًا أن شراءها تم “بأسعار بخسة من خلال شبكات تهريب ليبية”.
وذكر بازوم أن مخزون الإرهابيين من بعض هذه الأسلحة يفوق مخزون القوات النظامية منها، مشيرًا، خصوصًا، إلى قاذفات الصواريخ المضادة للدروع “أر.بي.جي” ورشاشات “أم-80” الأكثر استخداما في هذه الحروب.
وأشار إلى أنه لم يسبق في أي بقعة من العالم أن تحصلت جماعات متمردة على الأسلحة نفسها التي بحوزة القوات النظامية التي تقاتلها كما هو حاصل حاليًا في منطقة الساحل.
وأكد أن طفرة الأسلحة هذه تم تسريبها إلى منطقة الساحل، وتستخدم مذاك في تعزيز قدرات مختلف الجهات الإرهابية والعصابات الإجرامية الكثيرة التي تنشط في المنطقة خصوصًا في نيجيريا.
ومن أبرز القواسم المشتركة بين هذه المجموعات، هو مقاومة سلطة الدولة الوطنية، ويعني ذلك أن الجماعات المتطرفة العنيفة في منطقة الساحل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالبنية التحتية للمنافسة والصراع والأمن.
وتشهد الأراضي الليبية منذ قيام حلف شمال الأطلسي بتدمير الدولة الليبي وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، عبر عشرات الآلاف من الغارات الوحشية طيلة سبعة أشهر متتالية، فوضى عارمة وتناحرًا بين الميليشيات الإرهابية، تؤججها التدخلات الخارجية.