الخرطوم: السودان: 20-12-2021
تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السودان وتمكّن المتظاهرون، للمرّة الأولى، أمس الأحد، من اختراق الحواجز الأمنية الكبيرة حول القصر الرئاسي، وتلك المؤدية إليه، بالرغم من إطلاق الشرطة والقوات الأمنية الرصاص وقنابل الغاز بكثافة على المحتجين مباشرة، مما أدّى إلى إصابات عديدة.
واستمرّت حالات الكرّ والفرّ بين المحتجين والقوات الأمنية في محيط القصر حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، بينما دعت “لجان المقاومة”، التي تقود الحراك الشعبي، المتظاهرين إلى الاعتصام أمام القصر حتى تسليم السلطة للمدنيين.
وأصيب عدد من المحتجين بالرصاص ولم يمنع الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص، من وصول الحشود القادمة من أنحاء البلاد إلى القصر الرئاسي، واتخذت السلطات العسكرية السودانية حزمة إجراءات أمنية متشدّدة، تضمّنت نشر قوات كبيرة في وسط العاصمة الخرطوم، وإغلاق كل الجسور المؤدية إلى مركز المدينة، بيد أنّ الثوار أفلحوا عنوة في فتح الجسور وإزالة الحواجز.
ودعت لجان المقاومة إلى موكب مليوني يستهدف القصر الرئاسي لإسقاط “الانقلاب العسكري” بالتزامن مع الذكرى الثالثة لثورة 19 ديسمبر 2018.
في هذه الأثناء، قال المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلّحة، العميد الطاهر أبو هاجة: “إنّ تظاهرات الأحد، رفعت شعارات مختلفة مما يؤكد اختلاف الأجندة والرؤى، مؤكداً أن النبرة الخلافية والعدائية الصارخة يمكن أن تعيق التحول الديمقراطي السلس”.
وأكد أبو هاجة أنّ اتفاق 21 نوفمبر بين البرهان وحمدوك، يعدّ هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الرؤى السياسية الانتقالية لإنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي.
وشدد أبو هاجة على أن القوات المسلحة والقوات الأمنية لم ولن تفرط في أمن البلاد القومي، مضيفا أنّ جهات كثيرة حلمها أن ترى السودان ممزّقاً ليس إلى دويلات وإنما ممسوح من الخارطة.
وأكّد أنّ القوات المسلّحة دائماً منحازة لخيار الشعب وتطلعاته نحو الديمقراطية عبر انتخابات حرّة ونزيهة وستحمي هذا الخيار، منوّهًا إلى ضرورة أن يسعى الجميع للحفاظ على المصالح العليا بعيدًا عن هوى النفس والمصالح الحزبية الضيقة.