دارفور-السودان-08-12-2021
أشارت وكالات أممية إلى أن الوضع في دارفور بالسودان يزداد سوءً، حيث سيحتاج حوالي 6.2 مليون شخص في جميع أنحاء دارفور – أي نصف السكان هناك – إلى مساعدات إنسانية في عام 2022. وأدى تصاعد العنف الأخير إلى تشريد الآلاف من الأشخاص منذ نوفمبر، كما عبر الكثيرون الحدود إلى الجارة تشاد.
وبحسب الوكالات الإنسانية، فرّ ما يقرب من 10 آلاف شخص من موجة العنف القبلي في جبل مون بولاية غرب دارفور، ولجأ أكثر من ألفين منهم، معظمهم من النساء والأطفال، إلى تشاد التي تستضيف 520 ألف لاجئ، 70 في المائة منهم من السودان.
ويوجد في السودان حوالي ثلاثة ملايين نازح داخليا، يعيش أكثر من 80 في المائة منهم في ولايات دارفور الخمسة. وفي عام 2021، تم الإبلاغ عن أكثر من 200 حادثة عنف في تلك المنطقة، مما أدى إلى نزوح جديد.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في منطقة دارفور.
وفي مؤتمر صحفي بجنيف، قال توبي هاروارد، منسق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في دارفور، للصحفيين إن التوتر لا يزال قائما في جبل مون، حيث وقعت حوادث عنف في الأيام القليلة الماضية في مناطق أخرى في غرب دارفور بما في ذلك منطقة الجنينة في 5 ديسمبر.
وخلال مهمة التقييم إلى جبل مون الأسبوع الماضي، قدمت المفوضية وشركاؤها المأوى الطارئ إلى 1,600 أسرة نازحة حديثا، إضافة إلى الإمدادات الأخرى المنقذة للحياة بما في ذلك الصفائح (لتخزين ونقل الماء) والأغطية البلاستيكية والبطانيات وحصائر النوم وأدوات المطبخ والناموسيات.
وفي تشاد، وجد الوافدون ملاذا في خمسة مواقع بالقرب من الحدود. وأشارت المفوضية إلى حاجتهم الماسة إلى الطعام والماء والمأوى، وتعمل المفوضية مع السلطات والشركاء لتزويدهم بالمساعدة الطارئة.
وقال هاروارد: “تتلقى فرقنا أيضا تقارير مقلقة من أجزاء أخرى من دارفور حول تدمير القرى والعنف الجنسي وسرقة المواشي. وتشعر المفوضية بالقلق من أنه مع تزايد وتيرة مثل هذه الهجمات، فإن الوضع الإنساني في المنطقة سوف يزداد سوء..”
وبحسب المفوضية، أدى العنف المستمر – إلى جانب ضعف موسم الأمطار وانتشار الآفات – إلى تعطيل الموسم الزراعي في جميع أنحاء دارفور، ما يثير المزيد من المخاوف بشأن الأمن الغذائي.
ودعت الأمم المتحدة السلطات الإقليمية والوطنية إلى تكثيف الجهود على الفور لتهدئة التوترات والتحقيق في الحوادث الأخيرة ومنع المزيد من أعمال العنف.
وبالرغم من إحراز بعض التقدم منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام في أكتوبر من العام الماضي، لا تزال مجموعة من الجماعات المسلحة تعمل في دارفور.
كما أن التوترات والصراع المحتمل حول الوصول إلى الموارد وإدارتها لا يزال مرتفعا، وهناك أيضا تقارير عن صراعات موسمية بين المزارعين والبدو.