مدريد-إسبانيا-04-12-2021
حذّر تقرير للاستخبارات الإسبانية بعنوان “سحابة حمراء في سماء مدريد” من الخطر الذي قد يمثّله هذا التقارب المغربي-الإسرائيلي، إذ تخشى مدريد حدوث تغيّر في موازين القوى في المنطقة.
وبحسب التقرير، قد تتهاوى مصالح مدريد في المتوسط بفعل هذا التقارب المتزايد، الذي يمنح الرباط القوة والنفوذ في المنطقة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.”
وتنظر إسبانيا بعين القلق إلى نتيجة التعاون المغربي مع إسرائيل بموجب الاتفاق في التخطيط العملياتي وفي مجالات البحث والتطوير التكنولوجي العسكري والحصول على معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة.
وأشار التقرير إلى ما يتضمنه الاتفاق من بناء قاعدة عسكرية شمال المغرب، بالقرب من مدينتي سبتة ومليلية اللتين تعتبرهما المغرب مدينتين مغربيتين محتلتين.
ويرى الأستاذ المحاضر في جامعة جنيف، حسني العبيدي، أن خوف إسبانيا ينبع من أن الاتفاق يشمل بناء قاعدة عسكرية قرب سبتة ومليلية، بالإضافة إلى بناء مصنع لتصنيع معدات عسكرية بما فيها طائرات مسيرة بتقنية إسرائيلية.
ويضيف في حديث لإذاعة “مونتي كارلو الدولية”، أن إسبانيا باتت تعتبر الاتفاق تهديدا لمصالحها في المنطقة، وتتخوف من حدوث اختلال في موازين القوى بأن تصبح الرباط قوة عسكرية في شمال أفريقيا، لأن هذا قد يشعل سباق تسلح في المنطقة.
كما تخشى إسبانيا من “تزايد قوة العلاقات بين المغرب وإسرائيل التي يمكن أن تؤهل المغرب لأن تصبح له علاقات متقدمة مع الولايات المتحدة، العضو الأساس في حلف شمال الأطلسي، ومن شأن ذلك في النهاية أن يُفقد إسبانيا أهميتها الاستراتيجية، إضافة إلى أن المغرب سيصبح له نفوذ عسكري قد يوظفه لصالحه في منطقة المتوسط”.
ومع ذلك، صرّح قائد القوات المسلحة الإسبانية الأدميرال تيودورو لوبيز كالديرون، بأنّه لا يعتقد أن المغرب يشكل “تهديدًا” لسبتة ومليلية.
وأكّد أنّ “المنافس” الرئيسي للمغرب هو الجزائر حاليًا، وأنّ “المشكلة الأكثر خطورة” التي تواجهها الرباط هي صراعها مع جبهة البوليساريو، ولذلك لا يعتبر أنّ تكديس المغرب للأسلحة في السنوات الأخيرة يشكّل تهديدًا واضحًا لإسبانيا.