الجزائر-25-11-2021
أكد رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، اليوم الخميس، أن “الجزائر هي المستهدفة من زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني الى المغرب”.
وقال قوجيل، في كلمة عقب مصادقة المجلس على قانون المالية لسنة 2022: “اليوم الأمور أصبحت واضحة لمّا نشاهد وزير دفاع الكيان الصهيوني يزور بلدا مجاورا بعدما زاره وزير خارجية هذا الكيان وهدد الجزائر من المغرب ولم يكن هناك أي رد فعل من طرف الحكومة المغربية”،حسب ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية.
وتابع قائلا: “لو كانت هذه الزيارة من طرف وزير سياحة أو اقتصاد للكيان الصهيوني فقد يمكن تفسيرها على أنها تدخل في إطار علاقات كانت موجودة من قبل بين هذا البلد (المغرب ) والكيان الصهيوني، حتى ولو كانت مخفية، ولكن عندما يتعلق الأمر بزيارة وزير دفاع هذا الكيان للمغرب فان الجزائر هي المقصودة”.
وأشاد قوجيل بعلاقات الجزائر مع الخارج بخصوص القضايا الدولية مؤكدا أن “الجزائر رفعت رأسها بخصوص كل القضايا المطروحة بما فيها القضية الفلسطينية والصحراوية ومالي وليبيا والمشاكل التي تعيشها القارة الافريقية، وصوت الجزائر هو المرتفع والمسموع”.
وكانت المملكة المغربية و”إسرائيل” قد وقعتا مذكرة تفاهم دفاعية، تهدف إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري بين الرباط وتل أبيب، وتمهد الطريق لصفقات أسلحة مستقبلية، في ظل توتر العلاقات بين المغرب والجزائر. وشملت المذكرة السرية التي وقعها من الجانب الإسرائيلي، وزير الدفاع بيني غانتس، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبداللطيف لوديي، تنظيم التعاون الاستخباراتي، والمشتريات الأمنية، والتدريب المشترك، والصناعات العسكرية. ويرسم الاتفاق، التعاون الأمني بين البلدين “بمختلف أشكاله” في مواجهة “التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة”، بحسب الجانب الإسرائيلي. ونقل موقع “والا” العبري عن مسؤولين أمنيين قولهم، إن الاتفاق سيساعد الرباط وتل أبيب في تقوية العلاقات، وسيتيح تبادل المصالح الأمنية، ليس فقط عن طريق الاستيراد والتصدير للتقنيات الأمنية ومنظومات الأسلحة المتطورة.
وسيتاح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.
وقدم غانتس عقب التوقيع، رسالة شكر عبر تويتر، إلى الملك محمد السادس، ووزير الدفاع عبداللطيف لوديي على جهودهما في توسيع العلاقات بين البلدين، وقال في تغريدته: “لقد اتخذنا خطوة تاريخية اليوم”.
وكان المغرب قد أعاد العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل” بعد اتفاق ثلاثي مغربي إسرائيلي- أميركي، في العاشر من ديسمبر الماضي، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو. وتعد إسرائيل من أهم مصدري طائرات الدرون الحربية المسيرة في العالم، وكذا برامج المعلوماتية الأمنية عالية التكنولوجيا مثل برنامج بيغاسوس المثير للجدل.
وأثارت زيارة غانتس، الذي كان قائد أركان الحرب الإسرائيلية خلال الحرب على غزة عام 2014، تنديد النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية الرافضين للتطبيع مع كيان الإحتلال. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، التي تضم تيارات يسارية وإسلامية، إلى التظاهر احتجاجاً على قدوم من وصفته بـ” مجرم الحرب” غانتس إلى المغرب. كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مماثلة تحت وسوم على غرار :”لا مرحبا بالقاتل غانتس”.
ويعتبر الفلسطينيون اتفاقات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل “خيانة”.
كما أدانت مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين الزيارة ووصفتها بأنها “جريمة تطبيع كبرى وخطوة بالغة الخطورة”، مذكرة بمسؤولية الدولة المغربية التي تترأس لجنة القدس وكذلك تجاه الشعب المغربي الرافض للتطبيع قطعا.
من جهتهما، أدانت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة والمبادرة المغربية لدعم الشعب الفلسطيني هذه الزيارة، داعين الشعب المغربي إلى توخي اليقظة والى الوحدة ضد المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.. ودعت الهيئة والمبادرة إلى القيام بأعمال احتجاجية ضد التطبيع.
من جهته، اعتبر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن توقيع الاتفاقات بين الطرفين يشكل “نكسة غير مسبوقة” على صعيد المواقف السياسية للبلاد. ووصف الدول العربية التي اختارت التطبيع بأنها متواطئة في الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين والمغربيين والعرب.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رد مستخدمو الإنترنت بشدة على زيارة الوزير الصهيوني بإعلان عدة مظاهرات بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في 29 نوفمبر الجاري..
وفي فلسطين، أثارت زيارة الوزير الصهيوني رد فعل زعيم حركة حماس الذي أعرب عن استيائه واشاد بموقف الشعب المغربي الذي انتفض على سياسة الأمر الواقع. كما دعا إلى إحالة وزير الدفاع الصهيوني امام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.