ليبيا-17-11-2021
تتالى صيحات فزع جماعة”الإخوان” والعناصر الفاشية في ليبيا من المضي قدما في مسار الإستحقاق الإنتخابي، بمحاولات التشويش والتهديد بعرقلته ولو أدى الأمر إلى خلط الأوراق عبر العنف، حسب تصريحاتهم.
ودعا عضو ما يسمى “مجلس الدولة الاستشاري” عبد الرحمن الشاطر،إلى إغلاق مراكز الاقتراع لمنع إتمام الانتخابات في 24 من ديسمبر المقبل
الشاطر الموالي بشدة لتركيا، في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”،وصف الانتخابات بـ”المهزلة”،زاعما أن”الظرف لا يسمح بها وستدخل البلاد في صراع دموي”.
من جهته، سامي الأطرش، الموالي بشدة لمسلحي الوفاق وتركيا،في لقاء مع قناة تبث من تركيا بتمويل قطري، علق بأسلوب منحط،على ترشح القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر للانتخابات الرئاسية، بالقول:”حفتر يلبس الزي المدني ويشير بإبهمه الذي أتمنى أن أراه مقطوعًا” واصفا حالته بـ”الجنونية”..
وبخصوص ترشح سيف الإسلام القذافي، زعم الأطرش:”كان على السلطات القائمة والدولة التدخل فورًا بالقبض على سيف الإسلام فور قدومه للترشح، والمفوضية متواطئة مع هذه الشخصية”.
وواصل حديثه: “يجب قفل كل المكاتب على مستوى البلاد وليس المنطقة الغربية، وعلى أهلنا في الجنوب والشرق إغلاق مكاتب المفوضية”.
واختتم مداخلته بالقول: “يجب أن ينتقل العمل على الأرض وسيرى العالم بالفعل من هو الذي سيقرر وكيف سيكون الرد الحقيقي”..
في المقابل،قال محمد الأسمر، مدير “مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية” إن ترشح سيف الإسلام جاء استجابة للمطالب الشعبية الكبيرة عبر السنوات الماضية، نتيجة الأزمات والانقسامات التي شهدتها البلاد.
واعتبر أنه طالما توافرت كافة الضمانات التي وضعتها مفوضية الانتخابات، فمن حقه الترشح، خاصة أنه وجد ترحيبًا شعبيًا واسعًا من قبل أنصاره وجماهيره.
وبقدر ما أحدثه ظهور سيف الإسلام وترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية، من ارتباك وخلط لأوراق المتنافسين، إلا أن هذا الظهور الذي جاء على غير رغبة خصومه، طرح جملة من التساؤلات حول الدور الذي تلعبه أطراف دولية في الاستحقاق المُرتقب، ومدى استغلال ورقة سيف لإحداث توازن، يُفضي إلى رسم خريطة الانتخابات على نحو ينتهي بتوافقات مُرضية لشركاء المرحلة ..
ومنذ تقدمه بأوراق ترشحه بات سيف هدفاً فعلياً لغالبية المجموعات المسلحة التي يستخدمها “الإخوان”.
ويشير مراقبو إلى أن جميع المتنافسين المحتملين في الانتخابات الرئاسية يعملون الآن على إعادة ترتيب أوراقهم، تجنباً لمعركة شرسة قد تفتّت أصوات الناخبين إذا ما أُجريت في موعدها قبل نهاية العام، وتوقعوا عرقلة سيف في إطار التوافقات الدولية، وإخراجه من المعادلة كي لا تُنسف العملية السياسية، وتعود الأوضاع إلى نقطة البداية، وربما إلى الاقتتال”.
وبحثت موسكو مبكراً عن دور سياسي لنجل القذافي، ودمجه في العملية السياسية، في مواجهة تشدد أميركي عبّر عنه الناطق الإقليمي باسم وزارة خارجيتها، سامويل وربيرغ، في مداخلة تلفزيونية قائلاً: “من الصعب تخيل وجود سيف القذافي في أي حكومة ليبية مستقبلية” ولكنخ استدرك – للتمويه-قائلا: إن الشعب الليبي “يقرّر من يمثله وليس للولايات المتحدة أو دولة أخرى أن تفرض مرشحيها، لكن وجود سيف السلام سيمثل تحدياً”.
من جهتها، رأت النائبة ربيعة أبو راس، عضو مجلس النواب، أن ظهور نجل القذافي وترشحه “أعاد التوازن المفقود للمشهد الانتخابي، وبالتالي لن تكون هناك مغالبة”، وذهبت إلى أن التوازن الذي لم يستطع أن يحققه الحراك السياسي والدولي بين الأطراف الليبية “يتحقق بشكل آخر. ومن الضروري والمهم التفكير في حلول عملية، وعقد اجتماعي يحقق العدالة للجميع، أما لغة التهديد التي تصدر عن كل الأطراف، فلن تحقق لنا شيئاً”، مؤكدةً أن الليبيين “لن يقبلوا باللجوء إلى السلاح والحروب من جديد ولن نسمح بأن يزداد عدد الضحايا.. نريد أن يزداد حجم التوافق والاستقرار والبناء”.
يذكر أن مسلحين تعقبوا العميد محمد بِشر، مدير مديرية أمن سبها واعتقاله، بعد أن ظهر خلف نجل القذافي وهو يتقدم بأوراق ترشحه. وقال علي مصباح أبو سبيحة، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن (فزان)، إن”بِشر مسؤول عن تأمين جميع المرشحين الذين يذهبون لتقديم أوراقهم إلى المفوضية، بمن فيهم سيف القذافي، لذا أتساءل: ما الجريمة أو المخالفة التي ارتكبها حتى تقتحم كتيبة طارق بن زياد المديرية للبحث عنه واعتقاله؟
وكانت المكاتب والمراكز الانتخابية التابعة للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات،بدأت في 9 نوفمبر الجاري، في تسليم بطاقات الناخب للمواطنين في سجل الناخبين، مؤكدة أن تسليم البطاقات يكون بالحضور الشخصي في مركز الانتخاب المسجل به المواطن.
وفي غضون ذلك،يرى مراقبون أن الانتخابات الليبية لا تزال بين الشك واليقين لعدة أسباب على رأسها عدم خروج المرتزقة من البلاد، وهم الذين يمثلون عقبة كبيرة، إضافة إلى تقدم نحو 56 نائبًا لتعديل بعض شروط التقدم للانتخابات، فضلًا على أزمة الطاقة والبترول المؤثرة التي أدت إلى وجود أزمة في الغذاء، ولذلك تبقى جميع السيناريوهات مطروحة، إلا أن الواضح أن إرادة المجتمع الدولي أقوى من هذه الأصوات المبحوحة،وأشد إصرارا على إسكاتها حين يلوح باستخدام القوة ليتوارى المعرقلون والظلاميون إلى جحورهم.