الأربعاء. نوفمبر 20th, 2024

شمال إفريقيا-16-11-2021


يرى المتابعون لتطورات الأوضاع السياسية في الوطن العربي، أن سقوط “الإخوان” في تونس سيؤثر على وجودهم في شمال إفريقيا لعدة أسباب، منها أن التراجع التونسي لم يكن صناعة السلطة ولكنه نتاج زخم شعبي يبغض الجماعة ومواقفها، وبالأخص تلك المواقف التي أظهر فيها “الإخوان” ارتباطًا بمصالح الخارج يفوق المصالح الوطنية.

ولا تقتصر أزمات الجماعة على تونس، ولكنها تنسحب على باقي مناطق شمال إفريقيا.. ففي ليبيا تصاعد الرفض الشعبي لهذه الجماعة خاصة منذ 2014.

وركزت جماعة “الإخوان” في ليبيا جهودها خلال المرحلة الماضية على التهديد بزعزعة استقرار البلاد في حال فوز المشير خليفة حفتر برئاسة البلاد بانتخابات الرئاسة المقبلة.

وفي الجزائر تلقت الجماعة صفعة مدوية بخسارتها في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو 2021 إذ حصلت على المركز الثالث في مجموع الأصوات التي استحوذت عليها الكتل الانتخابية، ما يعد بدوره خسارة شعبية تفوق التنافس السياسي من حيث الآثار المحتملة مستقبليًا.
وفي المغرب عبر الشعب في الإنتخابات الأخيرة عن عمق رفضه للجماعة وأطاح بها في استفتاء شعبي ساطع يترجم الوعي بخطورة”الفاشية”التي تتستر بالدين.
ما يحدث للجماعة في ليبيا والجزائر وتونس والمغرب يعد خسارة كبيرة متزامنة ومتوازية تعقب الخسارة الأكبر في مصر، إذ لفظ الشعب سلطة “الإخوان” عبر ثورة 30 يونيو.

إن ما تختبره الجماعة من تراجع سياسي وشعبي ينذر بمستقبل مجهول قد يضعها في مربع الظل أو يعيد إنتاجها بصور مختلفة من الناحية الظاهرية.

وحول هذا السقوط المدوي للجماعة في شمال إفريقيا يقول رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية محمد صادق إسماعيل، إن “الإخوان” في موقف من أصعب المواقف التي مرت عليهم خلال تاريخهم، وذلك لوجود رفض شعبي ضد أجندتهم في المنطقة بأكملها، إلى جانب شعوب باتت تستنكر ارتباطها بالأجندات الخارجية على حساب المصلحة الوطنية.