الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

نيويورك: الولايات المتحدّة: 05-11-2021

بدعوة من رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير المكسيكي خوان رامون دي لا فوينتي، سيعقد المجلس بعد ظهر اليوم الجمعة، جلسة طارئة لمناقشة تطوّرات الأوضاع في إثيوبيا، ودعمت هذه الدعوة 4 دول أعضاء؛ إيرلندا وتونس وكينيا والنيجر.

وأمس الخميس، صادق البرلمان الإثيوبي على حالة الطوارئ في البلاد التي أعلنت عنها الحكومة المركزية منذ يومين، على إثر تمكّن قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من التقدّم نحو إقليم أمهرة.

حيث أعلن مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير “تيغراي” عن سيطرتهم على مدينتي ديسي الاستراتيجية وكومبولتشا في الإقليم، نهاية الأسبوع الفارط.

تحالفات ضدّ آبي أحمد

أفادت مصادر إثيوبية عن إقامة جبهة جديدة في البلاد في تحالف جديد مع قوّات تحرير تيغراي، حيث انضمّت إلى الجبهة جماعات مسلّحة ومعارضة أخرى في تحالف جديد ضدّ رئيس الوزراء آبي أحمد للسعي إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمّرة في الإقليم الشمالي للبلاد.

وتمّ اليوم التوقيع على إنشاء التحالف الجديد، في واشنطن، والذي يشمل كلا منّ قوات تيغراي، التي تقاتل القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة منذ نوفمبر 2020، إلى جانب جيش تحرير أورومو، الذي يقاتل الآن في صفّ قوات تيغراي إضافة سبع مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.

ووفقا لما أكّده يوهانيس أبرهة، أحد المنظمين، التابع لمجموعة تيغراي، سيحمل التحالف الجديد اسم “الجبهة المتحدّة للقوات الفيدرالية الإثيوبية”، وسيعمل على التحضير لمرحلة انتقالية في إثيوبيا، لتسهّل بذلك رحيل رئيس الوزراء في أسرع وقت ممكن.
وأشار أبرهة إلى أنّ الخطوة التالية ستكون بدء الاجتماع والتواصل مع الدول والدبلوماسيين والجهات الفاعلة الدولية في إثيوبيا وخارجها، مؤكّدا على أنّ التحالف الجديد سيكون سياسيّا وعسكريّا.

ويأتي تشكيل التحالف الجديد، تزامنا مع اجتماع المبعوث الأمريكي الخاصّ، جيفري فيلتمان مع كبار المسؤولين الحكوميين في أديس أبابا، وسط دعوات دوليّة لوقف إطلاق النار الفوري وإجراء محادثات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف منذ نوفمبر 2020.


دعوات دوليّة لوقف الصراع

ومن جانبها، دعت ألمانيا، أمس الخميس، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في إثيوبيا وسط تصاعد وتيرة الصراع بين القوات الحكومية ومتمردّي إقليم تيغراي.

وفي بيان الخارجية الألمانية، قال الوزير هايكو ماس: “يجب على جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور”.

وحثّ ماس الحكومة الإثيوبية على ضرورة وقف الغارات الجويّة والكفّ عن دعوات الحكومة لتعبئة السكان والتجهّز للحرب ضدّ جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائها، وشدّد الوزير الألماني على مواصلة بلاده جهودها مع شركائها الدوليين، وعملها المتواصل بهدف تحقيق تقدّم في المفاوضات، وإيجاد حلّ سلمي للنزاع.

كما حذّر ماس من تفاقم المعاناة الإنسانية في الأقاليم الإثيوبية الثلاث؛ إقليم تيغراي وإقليم أمهرة وإقليم عفر، إذ وصل الصراع في البلاد إلى أبعاد كارثية نتيجة تصاعد حالة الطوارئ الإنسانية.


إجلاء موظفين السفارة الأمريكية

وفي ظلّ تواصل تصعيد الأوضاع بإثيوبيا واستمرار النزاع المسلّح ونقص الإمدادات المحتملة، أعلنت السفارة الأمريكية بالعاصمة أديس أبابا، أمس، أنّه تقرر القيام بـإجلاء طوعي لموظفيها وعائلاتهم.

وجاء في البيان الصادر عن السفارة: ” سمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية لموظفي حكومة الولايات المتحدة غير الأساسيين وأفراد أسر موظفي السفارة الأساسيين وغير الأساسيين من إثيوبيا”.
كما أوصت السفارة الأمريكية رعاياها في إثيوبيا بالاستعداد لمغادرة البلاد بسبب تردي الأوضاع الأمنيّة، بداية هذا الأسبوع. وجاء هذا الإخطار على إثر إعلان أديس أبابا لحالة الطوارئ في عموم البلاد، بسبب تقدّم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” في إقليم أمهرة المجاور لإقليم تيغراي.

وجدّدت السفارة الأمريكية دعوتها لكافّة أطراف الصراع إلى وقف العمليات العسكرية والبدء في الحوار لوقف إطلاق النار.
وفي ذات السياق، دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة إجراء حوار وطني شامل والوقف الفوري لإطلاق النار في إثيوبيا.
وأشارت المتحدّثة باسم الاتحاد، نبيلة مصرالي، إلى دعوة المفوضية إلى “إطلاق حوار وطني شامل في إطار الدستور الإثيوبي، من أجل تعزيز المصالحة الوطنية”.

كما جاء في البيان الصادر عن الاتحاد الاوروبي: “يؤكد الاتحاد مجددا أنه لا يوجد حل عسكري (للصراع) ويدعو جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ وقف إطلاق نار ذي مغزى بأثر فوري والمشاركة بمفاوضات سياسية دون شروط مسبقة”.

وأفاد البيان بدعم الاتحاد لجهود الوساطة الإقليمية والاتحاد الإفريقي، بقيادة الرئيس النيجيري السابق، أولوسيجون أوباسانجو.
وحذّر البيان من خطورة تفاقم الصراع بالاقليم الشمالي لإثيوبيا واتساع نطاقه، بعد مرور عام كامل على اندلاعه، حيث أسفر النزاع المسلّح عن أزمة إنسانية مدمّرة وتقويض سلامة أراضي البلاد واستقرارها والتأثير على المنطقة بأكملها.

وتأتي هذه التطورات بعد عام من اندلاع الاشتباكات في 4 نوفمبر 2020، بين قوات الجيش الفيدرالي الإثيوبي ومقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي، بعد تمكن القوات الحكومية من السيطرة على إقليم تيغراي، كردّ على هجوم استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش.
وتسبّب القتال الدامي في الإقليم الشمالي للبلاد في تشريد مئات آلاف السكان، وهروب أكثر من 60 ألفا إلى دولة السودان المجاورة.