كومبولشا: إثيوبيا: 01-11-2021
أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير “تيغراي”، الأحد، عن سيطرة قوّاتها على مدينة كومبولشا التابعة لإقليم أمهرة، في ثاني عمليّة ميدانية يعلن عنها مسلّحون خلال يومين تقدّمهم جنوبا.
ونشر غيتاشيو رضا، المتحدّث باسم الجبهة، في تغريدة عبر تويتر: “تمكّنت قواتنا من السيطرة الكاملة على مدينة كومبولشا، وستواصل القوات اتخاذ كلّ الإجراءات الضرورية لفكّ الحصار عن إقليم تيغراي وسكانه، وسنتعاون بالتزامن مع ذلك، مع الأمم المتحدة في مساعدة الناس في كل من إقليمي تيغراي وأمهرة”.
وجاءت تصريحات الجبهة حول هذا التقدّم، بعد إعلان المسلّحين السبت عن سيطرتهم على مدينة دسي، التي شهدت معارك جديدة أمس الأحد بعد نفي الحكومة لخسارتها هذا الموقع الاستراتيجي.
وفي صورة تأكيد التقارير الواردة، ستمثل السيطرة على كومبولشا خطوة كبيرة في عمليّات تغوّل المسلّحين في الحرب المستمرّة منذ سنة، بعد استعادتهم السيطرة على معظم مناطق إقليم تيغراي من القوات الفدرالية في يونيو.
ومن جهتها، أطلقت القوات الإثيوبية معركة جديدة للسيطرة على مدينة ديسي شمالي البلاد، الأحد، بعد ساعات من إعلان قوات جبهة تحرير تيغراي سيطرتهم عليها.
ويرى مراقبون أنّ تمكّن قوات جبهة تحرير تيغراي من السيطرة على مدينة ديسي ستمثّل مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ نوفمبر 2020، بعدما استعادة معظم مناطق إقليم تيغراي من القوات الفدرالية في شهر يونيو الماضي وستتوسّع بذلك رقعة سيطرتها لتمتدّ إلى المناطق المجاورة للإقليم.
وفي سياق متّصل، أفاد سكّان مدينة ديسي، أمس الأحد بتجدّد المعارك في المدينة، الذين عادوا إلى ديسي بعدما صدور تقارير تفيد بانسحابهم قبل يوم، وأصدر الجنود الإثيوبيون أوامر للسكان بالتزام منازلهم.
وأصدر مكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي بيانا الأحد، جاء فيه: “ستواصل القوات المسلّحة على الجبهة تطهير المنطقة من مجموعة الإرهابيين.. وتقاتل قوّاتنا من أجل القضاء بالكامل على القوة الغازية”.
ومن جانبها، لم تعلّق جبهة تحرير شعب تيغراي على الأخبار المتداولة، وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ قطع الاتصالات عن معظم المناطق الشماليّة بإثيوبيا، فيما تمّ فرض قيود على وصول الصحافيين، مما يزيد من صعوبة مهمة التحقّق من الأنباء الواردة من الجانبين.
وتبعد مدينة ديسي التابعة لإقليم أمهرة المتاخم لتيغراي، نحو 400 كلم عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لكن شهدت ديسي، السبت، نزوحا جماعيّا أيضا إذ تكدّس العديد من الأشخاص في الحافلات وفرّوا إلى بلدة كومبولشا جنوبا.
وفي ذات السياق، يتعرّض إقليم تيغراي إلى قصف جوّي يومي تقريبا منذ قرابة أسبوعين، فيما يركّز الجيش الإثيوبي الفيدرالي على تركيز ضربات سلاح الجوّ في النزاع.
وذكرت مصادر طبيّة أن 10 أشخاص قد قتلوا في ضربة جويّة الخميس الفائت، في حين، أشارت التقارير الأمميّة إلى مقتل ثلاثة أطفال في ضربتين وقعتا في 18 تشرين الأول الفارط.
وبدورها، لفتت الحكومة إلى أنّ المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وأثارت عمليات القصف موجة من الانتقادات الدوليّة خاصّة فيما يتعلّق بعرقلة وصول منظمات الأمم المتحدّة إلى المنطقة حيث يواجه قرابة 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظلّ الحصار المفروض على الإقليم.
وتعود أطوار النزاع الذي اندلع في إقليم تيغراي الشمالي في تشرين الثاني من العام 2020، عندما أمر رئيس الوزراء آبي أحمد بإرسال قوّات الجيش الفيدرالي الإثيوبي إلى إقليم تيغراي في إطار عمليّة تحوّلت إلى حرب دامية أسفرت عن مجازر إنسانية وموجة اغتصاب جماعية مخيفة.