نيجيريا: -أميرة زغدود30-10-2021
تلقى تنظيم “داعش” بمنطقة غرب افريقيا ضربة جديدة قاسمة، بعد إعلان الجيش النيجيري مقتل “مالام باكو”، الزعيم الجديد لتنظيم داعش بمنطقة الساحل الإفريقي بعد أقلّ من أسبوعين على إعلان مقتل الزعيم السابق أبو مصعب البرناوي.
وفي البيان الصحفي الصادر يوم الخميس، قال المتحدّث باسم الجيش، البريجادير برنار أونيوكو: ” شنّت القوات النيجيرية العديد من الهجمات البريّة والجويّة على مواقع يشتبه أنّها لمسلّحين تابعين لتنظيم داعش، وقُتل خلالها مالام باكو الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي”.
في حين، أعلن باباجانا مونجونو، مستشار الأمن القومي في نيجيريا، عن تمكّن الجيش من تحييد الزعيم الجديد لتنظيم “داعش” الإرهابي مالام باكو بولاية غرب إفريقيا، الأسبوع الماضي، وأضاف أن تنظيم “داعش” يواجه أزمة قيادية عمّقتها ضربات الجيش النيجيري.
وأثنى مستشار الامن القومي على جهود قوات الأمن النيجيرية وصرّح بالقول: ” قوات الأمن تقاتل المتطرفين المتمردين في شمال شرقي البلاد ومنطقة حوض بحيرة تشاد وتقوم بعمل ممتاز بعد القضاء على زعيم الجماعة وخليفته في غضون شهر واحد”.
وجاء خبر مقتل مالام باكو بعد أيام فقط من تعيينه زعيما جديدا للتنظيم الإرهابي خلفا للزعيم أبو مصعب البرناوي الذي قتل على أيدي الجيش النيجيري في بحيرة تشاد.
ويعتبر محللون أنّ منطقة الساحل تعتبر إحدى مناطق النفوذ القويّة للتنظيم الارهابي، مؤكدين على أنّ تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية النشطة أصبحت أمرا واقعا في منطقة الساحل مما يزيد من صعوبة القضاء عليها.
ويعدّ تنظيم “داعش” بولاية غرب إفريقيا، إحدى الجماعات المنشقّة عن جماعة “بوكو حرام” الإرهابية التي تقاتل القوات المسلّحة النيجيرية منذ أكثر من عقد من الزمن.
وأوردت دراسة نشرها مركز “فاروس” للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، أنّ خريطة الإرهاب أصبحت أشبه بالكثبان الرملية سريعة التغيير والتموضع وتحديدا في العامين الأخيرين منذ 2019، بعد موجة الاغتيالات التي طالت كبار قادة التنظيمات الإرهابية، ففي 27 أكتوبر 2019 أعلنت الولايات المتحدة استهداف قائد “داعش” ومؤسسة أبو بكر البغدادي، ومنتصف 2020، تمّ استهداف عبد الملك دروكدال زعيم القاعدة في بلاد المغرب.
ووفقا للتقارير الأمنية والاستخباراتية، فمن المتوقّع أن تتوحّد التنظيمات الإرهابية المتواجدة في منطقة الساحل الغربي لإفريقيا تحت قيادة ما أصبح يعرف باسم “ولاية داعش في غرب إفريقيا”، مما سيفاقم من صعوبة مواجهة التنظيم الإرهابي بالمنطقة، خاصّة مع استعداد القوات الفرنسية للانسحاب من مالي مطلع العام الجديد.
وتتصاعد هجمات تنظيم داعش” في دول غرب إفريقيا، مما يطرح تحدّيا أمام هذه الدول التي تعتبر من أكثر الدول فقرا في العالم وتعتبر جماعة “بوكو حرام” النشطة في نيجيريا والدول المجاورة، أحد أخطر وأعنف الحواضن لتنظيم “داعش” في منطقة غرب القارة الإفريقية.
وفي ذات السياق، وافق وزراء دفاع دول منطقة الساحل في غرب أفريقيا على العمل لتشكيل قوّات خاصّة للتدخّل السريع لمكافحة الخطر المتنامي للمسلّحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وتنظيم “داعش”، وتعهّد وزراء الدفاع بتشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا في اجتماع عقد بالعاصمة التشادية انجامينا بتشكيل وحدات من القوات الخاصة للتصدّي للهجمات الإرهابيّة.