الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

الساحل-إفريقيا-29-10-2021


تستغل التنظيمات الإرهابية في عديد بلدان القارة الإفريقية على وتر النزاع العرقي والصراعات الطائفية وارتفاع نسب البطالة.

وأسهمت هشاشة الوضع الأمني في كثير من الدول الأفريقية وخاصة في الصومال ومالي وموزمبيق والكاميرون ونيجيريا وبوركينا فاسو، في ظهور الميليشيات المدنية التي باتت تلعب دورًا حيويا في مكافحة الإرهاب في دول الساحل الإفريقي، ولكنها في الوقت نفسه تحولت إلى قنبلة تهدد بنشوب حروب أهلية، ولاسيما مع فساد وضعف مؤسسات الدولة الرسمية، وكانت مهمتها في البداية حماية الأحياء والقرى من اللصوص بسبب الاتهامات التي تلاحق الشرطة بالفساد، ومع مرور الوقت وفشل القوات الحكومية في مكافحة التنظيمات والجماعات الإرهابية، قررت الميليشيات المدنية التعاون من قوات الجيش والشرطة في مكافحة الإرهاب حيث يتم تشكيل لجان شعبية للبحث والتحري والقبض على المشتبه فيهم وتسليمهم إلى السلطات ليكونوا بمثابة عين وأذن ويد للقوات النظامية.

واستفادت الميليشيات المدنية في بعض الدول الإفريقية من الدعوات إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، كرد فعل شعبي على فشل الحكومة والإفلاس الأخلاقي، وهناك على سبيل المثال مؤسسة “الحسبة”، و”حراس الأدغال” في نيجيريا، و”صيادو الدوزو” في بوركينا فاسو وميليشيات “كاماجور” في سيراليون و”رماة السهام” في تيسو أو “حراس الوطن” ضد هجمات”جيش الرب للمقاومة” بقيادة جوزيف كوني في أوغندا.

وينضم الشباب إلى هذه الميليشيات بدوافع شخصية إذ أكدت دراسة بحثية أن أكثر من 70% من أعضاء الميليشيات الشعبية فقدوا صديقًا أو قريبًا بسبب الهجمات الإرهابية وكانوا مدفوعين بهذا الإحساس بالخسارة.

ويتم استخدام الميليشيات المدنية بشكل بارز في مالي وبوركينا فاسو والكاميرون ونيجيريا، حيث تمثل استجابة عملية لنقص القدرات في قوات الأمن الوطني، كما أن الميليشيات المحلية تعرف التضاريس جيدا ثم إن تكلفتها أقل من الجنود المحترفين، ويمكنها في بعض الأحيان أن تستجيب بسرعة للتهديدات الناشئة.

وأبرز المخاطر التي تهدد دول القارة من الاعتماد على الميليشيات المدنية هو تفاقم التوترات العرقية والطائفية، إذ تقوم هذه الجماعات بالدفاع عن قراها فقط، وتستخدم أحيانا سلطاتها لتصفية حساباتها الشخصية.

ففي بوركينا، على سبيل المثال، يحمي “صيادو الدوزو” مصالح قبائل ديولا في الغرب وكوجلو يوغو ومصالح الموسي في الوسط والشمال حيث تنشط حركة “أنصار الإسلام” الإرهابية.

وتم إنشاء ميليشيا “دوغون” بمالي في ديسمبر 2016، استجابة لانعدام الأمن الذي اُبتليت به مناطق وسط البلاد، وكان هدفها المعلن حماية مجتمع الدوغون من هجمات الجماعات الجهادية العنيفة.

وارتبط اسم “الحراس المحليين” مؤخرًا في دول غرب إفريقيا مثل نيجيريا وسيراليون، بالإنتقام السياسي والعنف الطائفي والإبتزاز والقتل العشوائي وأنواع أخرى من الجرائم، وذلك، لتحقيق أهداف خاصة فئوية لصالح النخب السياسية.