غلمدغ: الصومال:أميرة زغدود 25-10-2021
شهدت ولاية غلمدغ الصومالية تصعيدا عسكريا حادّا على إثر اندلاع مواجهات دمويّة بين قوات الحكومة الاتحادية وتنظيم “أهل السنة والجماعة”، التي كانت حليفة الحكومة في الحرب ضدّ حركة “الشباب” سابقا.
وأوردت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية “سونا” أخبارا تفيد بتجدّد المواجهات في مدينة غورعيل، إحدى أكبر مدن الولاية، صباح أمس الأحد، حيث شنّت القوات الحكومية غارات جوية على جامعة المدينة التي تعدّ آخر معاقل عناصر “أهل السنة والجماعة”.
وذكرت الوكالة موافقة المسؤولين في الولاية وضبّاط الجيش على فتح ممرّ للسماح للتنظيم بإجلاء الجرحى وجثث القتلى من المدينة.
وتناقلت وكالة “سونا” أخبارا عن شهود عيان من سكّان ومسؤولين، إذ أكّدوا تأكيدهم على قتل ما لا يقلّ عن 30 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين جرّاء القتال الأخيرة.
وبلغت التوترات بين الحكومة الصومالية وتنظيم “أهل السنة والجماعة” ذروتها في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث شنّت قوات الجيش الوطني “هجوما استباقيا” على التنظيم، غير أنّ مقاتلي التنظيم تمكّنوا من التصدي له وأحكموا سيطرتهم على غورعيل.
ويرى المراقبون أنّ التصعيد الأخير قد أثار عديد المخاوف حول تأثيراته المحتملة على جهود محاربة العدّو المشترك بين الحكومة وتنظيم “أهل السنة والجماعة” ضدّ حركة “الشباب” المتطرّفة.
ونقلا عن وزير الأمن السابق في غلمدغ، أحمد معلّم فقي، الذي قدّم استقالته الشهر الماضي على خلفيّة عدم إصغاء الحكومة إلى نداءاته لتفادي التصعيد، وتحذيراته من أنّ تنظيم “الشباب” تمكّن من السيطرة على أجزاء واسعة من الولاية، إذ استهدفت حركة “الشباب”، أوّل أمس، مطارا في غلمدغ بقذائف مورتر.
وتأسّست “حركة الشباب الإسلاميّة” بالصومال، في العام 2006 كواحدة من الأذرع العسكريّة للقوى السلفيّة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتضمّ الحركة المصنّفة إرهابيّة، مئات الجهاديين العرب والأجانب وتهدف إلى إقامة دولة الشريعة، وتنشط الحركة بشكل خاصّ في مناطق وسط الصومال وجنوبها وتربطها علاقات قويّة مع منظمات إرهابية أخرى على غرار جماعة “بوكو حرام” النيجيرية.