الخرطوم: السودان: 25-10-2021
في أول تصريح لمسؤول حكومي سوداني، على خلفيّة التطورات الحاصلة في البلاد حاليا، قالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، اليوم الاثنين، إنّ محاولة أي طرف فرض رؤيته الخاصّة ستمثّل معركة خاسرة، مؤكّدة على أنّ “الباب ما زال مفتوحا للحلّ السلمي عبر الحوار”.
كما شدّدت مريم الصادق المهدي، في تصريحاتها على استعداد الشعب السوداني للمقاومة بكلّ الطرق السلميّة بما في ذلك العصيان المدني والنزول إلى الشوارع.
وجاءت أولى التصريحات للوزيرة السودانية، بعد ساعات من الأحداث الأخيرة الحاصلة في العاصمة الخرطوم، والتي تمثّلت في وضع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية في مكان مجهول، إضافة الى عدد من عناصر حكومته وعددا من أعضاء مجلس السيادة، إذ تمّ اعتقال 5 وزراء ومسؤولين في الحكومة السودانية من قبل قوات سودانية مشتركة.
وقالت وزارة الإعلام السودانية إنّ حمدوك طالب السودانيين بالتمسّك بالسلميّة والنزول إلى الشوارع “للدفاع عن ثورتهم”.
وأدت حملة الاعتقالات إلى تباين ردود الفعل المحليّة والعربيّة والدوليّة؛ حيث عبّر بعضها عن القلق من التطورات الجارية في السودان، ومن جانبها، دعت منظّمات وأحزاب سودانيّة السودانيين إلى الخروج إلى الشوارع والدفاع عن “ثورة ديسمبر”، كما دعت وزارة الإعلام السودانية الجماهير لقطع الطريق على أي محاولة لعرقلة التحول الديمقراطي، وأوردت الوزارة خبر اقتحام القوات العسكريّة المشتركة لمقرّ التلفزيون واحتجاز العاملين فيه.
وعلى خلفيّة تناقل الاخبار والتقارير التي تفيد بالانقلاب العسكري في السودان، فقد تمّ الإعلان عن إغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات الدولية اليوم الاثنين، في حين لم يصدر إعلان رسمي من الحكومة السودانية بشأن وضع المطار.
ردود الأفعال الدوليّة
وأثار انقلاب الجيش على الحكومة في السودان ردود فعل دوليّة متباينة، بعد ورود أنباء عن اعتقال وزراء ومسؤولين على رأسهم رئيس الحكومة عبد الله حمدوك.
ومن جانبه، أعلن الممثّل الأعلى للاتّحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، عن متابعة الاتحاد للأحداث الجارية في السودان بـما وصفه بـ “القلق بالغ”.
ونشر بوريل تدوينة على صفحته عبر تطبيق تويتر: “نحن نتابع الأحداث الجارية في السودان بقلق بالغ..”، ويدعو الاتحاد الأوروبي الشركاء الإقليميين لإعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح.
أما من جانبه، فقد عبّر المبعوث الأمريكي الخاصّ للسودان، جيفري فيلتمان، عن قلقه البالغ بشأن التقارير التي تتحدّث عن الانقلاب العسكري.
وأشار جيفري إلى أنّ الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد باستيلاء العسكريين على الحكومة الانتقالية في السودان، وحذّر بدوره فيلتمان من أنّ خطوة الاستيلاء العسكري ستتعارض مع الإعلان الدستوري للسودان ويعرّض المساعدة الأمريكية للبلاد للخطر.
وفي سياق متّصل، أعرب المبعوث البريطاني الخاصّ للسودان، روبرت فيرويذر، عن “قلقه العميق” إزاء التقارير التي تتحدّث عن اعتقال العسكريين لأعضاء الحكومة السودانية المدنيين، معربا على أنّ أيّة خطوة من هذا القبيل ستكون بمثابة الخيانة للثورة وللانتقال وللشعب السوداني.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس أنّ “المنظمة الدولية تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن انقلاب في السودان، ومحاولات تقويض عملية الانتقال السياسي”.
أما عربيّا، فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط عن بالغ قلق الجامعة إزاء تطورات الأوضاع في السودان وتقدّم بطلب لجميع الأطراف السودانية بضرورة التقيّد بالوثيقة الدستورية التي تمّ توقيعها في 2019.