مصر: 16-10-2021
أكّد وزير الريّ المصري، محمد عبد العاطي، امتلاك إثيوبيا لمليارات الأمتار من المياه الخضراء التي لا تمتلكها مصر، مشيرا إلى أنّ إثيوبيا تمتلك مياه خضراء تصل إلى أكثر من 935 مليار متر مكعب سنوياّ، وأنّ 94% من أراضي إثيوبيا خضراء، في حين تصل نسبة الأراضي الخضراء في مصر إلى 6% فقط.
وأوضح الوزير المصري أنّ حصة إثيوبيا من المياه الجارية بالنهر تقدّر بحوالي 150 مليار متر مكعّب سنويّا منها؛ 55 مليار في بحيرة تانا و 10 مليارات في سد تكيزي و 3 مليارات في سد تانا بالس و5 مليارات في سدود “فنشا وشارشارا” ومجموعة من السدود الصغيرة، خلافا لـ 74 مليارا في سدّ النهضة.
وقال الوزير : ” تقوم إثيوبيا بالسحب من بحيرة تانا للزراعة دون حساب، بالإضافة لإمكانيات المياه الجوفية في إثيوبيا بإجمالي 40 مليار متر مكعب سنويا، والتي تقع على أعماق من (20-50) مترا فقط من سطح الأرض، وهي عبارة عن مياه متجددة، فى حين تعتبر المياه الجوفية فى صحاري مصر مياه غير متجددة وتقع على أعماق كبيرة تصل لمئات الأمتار”.
وأوضح وزير الريّ المصري أنّ الزيادة السكانية تعدّ تحديا رئيسيا للموارد المائية في مصر، مشيرا إلى أنّه من المتوقع أن يصل إجمالي عدد السكان في مصر لأكثر من 175 مليون نسمة في عام 2050 وهو ما سيمثّل ضغطا كبيرا على الموارد المائية.
وأضاف وزير الريّ أن الندرة المائية التي تعاني منها مصر، بالإضافة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، تجعل الموقف المائي المصري بالغ الحساسية تجاه أي مشروعات أحادية يتمّ تنفيذها في دول حوض النيل، دون وجود اتفاقيات قانونية عادلة وملزمة لتنظيم هذه المشروعات للحدّ من تأثيراتها السلبية على منسوب المياه في مصر.
وأشار الوزير إلى موافقة بلاده على إنشاء العديد من السدود بدول حوض النيل كخزّان “أوين” بأوغندا، الذي قامت مصر بعمليّة تمويله، والعديد من السدود فى إثيوبيا كسدّ تكيزى وشاراشارا وتانا بلس، إذ لم تعترض مصر على إنشائها، ولكن إنشاء سدّ النهضة بهذا الحجم الضخم وفي ظلّ غياب اتفاق قانوني عادل وملزم لملء السدّ وتشغيله بشكل أحادي من الجانب الإثيوبي، سيتسبّب في ارتباك كبير في نظام النهر بأكمله، وستكلّف هذه العمليّة دول المصب مبالغ ضخمة تقدّر بمليارات الدولارات لتخفيف الآثار السلبية الناتجة عن هذه الاجراءات الأحادية، خاصّة مع قيام الجانب الإثيوبي بإصدار العديد من البيانات والمعلومات المغلوطة التي تزيد من حالة الارتباك فى منظومة النهر.
ويشيد سدّ النهضة الإثيوبي بإقليم “بني شنقول” الإثيوبي، على بعد 980 كم عن العاصمة أديس أبابا، وكانت السلطات الإثيوبية قد تعهّدت بإنهائه في غضون 5 إلى 6 سنوات، قبل أن تقرّر لاحقًا تأخير أعمال البناء، ليتمّ مؤخرًا الإعلان عن الانتهاء منه في العام 2022. وتتمّ عمليّة تصميم السدّ على 16 وحدة كهربائية؛ 10 وحدات على الجانب الغربي من النهر، و6 على الجانب الشرقي، بإجمالي 6 آلاف ميجاوات، ويقام السدّ على مساحة طولها 1780 مترًا وارتفاع 145 مترًا، فيما تبلغ سعة تخزين المياه الإجمالية 74 مليار متر مكعب، بتكلفة قدّرت مبدئيا بـ 4.7 مليار دولار.