الخرطوم: السودان: 14-10-2021
صرّح مصدر في وزارة الخارجية السودانية بأنّ إثيوبيا انطلقت في تعلية الممرّ الأوسط لسدّ النهضة، ووضعت جدران خرسانية استعدادا للملء الثالث للسدّ.
وأكّد نفس المصدر انتظار بلاده دعوة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، الذي يترأس الاتحاد الإفريقي، لاستئناف عملية التفاوض، مضيفا أنّ السودان سلّمت وزير خارجية الكونغو ملاحظاتها بشأن منهجيّة التفاوض في أزمة سدّ النهضة.
وتجري إثيوبيا عمليّة ملء خزّان السدّ خلال موسم الأمطار، الذي يستمرّ من يونيو حتى أيلول كلّ عام، ويرتبط مستوى التخزين السنوي بارتفاع الممرّ الأوسط للسدّ.
وكانت قد أعلنت إثيوبيا، في يوليو الماضي، عن اكتمال المرحلة الثانية من ملء السدّ بنجاح، رغم دعوات دولتي المصبّ مصر والسودان لإثيوبيا على تأجيل هذه الخطوة حتى التوصّل إلى اتفاق شامل وملزم يرضي جميع الأطراف.
ومن جهتها، لم تعلن إثيوبيا عن حجم المياه المخزّنة خلف السدّ، إلا أنّ المرحلة الثانية كانت تتطلّب الاحتفاظ بـ 13.5 مليار متر مكعب من المياه، إضافة إلى 4.9 مليار متر مكعب سبق تخزينها في عمليّة الملء الأولى، ليصل إجمالي المستهدف إلى 18.4 مليار متر مكعب.
في حين، قال خبراء مياه أنّ أديس أبابا لم تنجح في الوصول إلى هدفها أثناء عمليّة الملء الثاني، إذ تمّ تخزين 9.6 مليار متر مكعب فقط من المياه، وهو ما يقلّ عن المطلوب بنحو 4 مليارات متر مكعب.
وتوقّفت المفاوضات بين دول المصبّ؛ مصر والسودان وإثيوبيا بسبب الخلافات العميقة والمرتبطة بمطالب دولتي المصبّ، إذ لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق قانوني ملزم لقواعد الملء والتشغيل، وكذلك عدم الاتفاق على عدد سنوات الملء وآليّة لحلّ النزاعات وتبادل المعلومات بين الدول الثلاث حول كيفيّة إدارة السدّ خلال مواسم الجفاف.
ومن جانبه، أكّد وزير الري المصري محمد عبد العاطي، بداية الأسبوع الجاري، على أنّ المفاوضات شبه متجمدة حالياً، لافتا إلى وجود اتصالات على مستويات مختلفة من بعض الدول لكنّها لا ترقى لمستوى الطموحات.
وشدّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أول أمس الثلاثاء، على أنّ الموقف المصري ثابت بشأن ضرورة التوصّل لاتفاق قانوني وملزم حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، معربا على حرص بلاده على الحفاظ على حصّتها من منسوب مياه نهر النيل.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المجري، يانوش أدير في بودابست، قال السيسي: “لا نريد أن تكون المياه سبباً للصراع، بل نريد أن تكون سبباً للمنفعة والتعاون والتنمية والبناء”.