الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

كيدال: مالي: 13-10-2021

سادت أجواء ارتياح نسبي في مالي ولكن لا تزال السلطات تحت ضغط حلفائها لدفعها لاستئناف المفاوضات مع المتمردين، بعد التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والمجموعات المسلّحة في شمال البلاد، التي سيطرت على مدينة كيدال.
ووفق شهود عيان خيّم الهدوء على كيدال، الواقعة بأقصى شمال شرق مالي على بعد 1500 كلم من العاصمة باماكو، غداة توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتظاهرون وفق ما نقلته وسائل إعلام أجنبية : “لا يمكننا الإشادة بالاتفاق لأنّ الحرب ليست في مصلحة أحد، وقرار وقف إطلاق النار سيتيح الفرصة أمام الجميع للتطرّق إلى مسالة كيدال بعقل أكثر صفاء”.
وتمّ تنظيم التجمّع في ساحة الاستقلال، بدعوة من أحزاب الائتلاف الداعم للرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا، الذي انتخب في العام الماضي، ويواجه أبو كيتا أزمة حادّة على خلفية التطورات الأخيرة في كيدال.
وأثارت المواجهات مخاوف المراقبين من تجدّد الحرب في شمال مالي التي تزعزع استقرار البلاد منذ عقود حركات طوارق متمردة فضلا عن سقوطه بأيدي مجموعات إسلامية في 2012، قبل أن تطرد هذه المجموعات قوات فرنسية العام الماضي.

وتمكن الرئيس الموريتاني ورئيس الاتحاد الافريقي محمد ولد عبد العزيز، الجمعة الفارط، من التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار من الطرفين، كما طالبت المجموعة الدولية وعلى رأسها فرنسا منذ تجدّد المعارك الدامية في 17 مايو التي انتهت الأربعاء بهزيمة الجيش المالي في كيدال.
وتمّ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة المالية وثلاث مجموعات مسلّحة من الطوارق والعرب “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” والمجلس الاعلى لوحدة أزواد والحركة العربية في أزواد، كما نصّ الاتفاق على الإفراج عن الأسرى في أقرب الآجال وتشكيل لجنة تحقيق دولية.
و تمكّنت المجموعات المسلّحة من السيطرة على ميناكا الواقعة على بعد 660 كلم جنوب شرق كيدال.
وفي كلمة الوزير الأول موسى مارا، خاطب المتظاهرين الذين تجمّعوا في العاصمة باماكو قائلا: “ابقوا مجندين وراء مالي، ابقوا مجندين خلف السلطات وسيستعيد الجيش قريبا مواقعه الأصلية”.
وتعيش السلطات المالية تحت ضغط دولي شديد وينتظر منها حلفاؤها أكثر من أي وقت مضى أن تستأنف المفاوضات السياسية العالقة.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية، لوران فابيوس، إلى ضرورة الإسراع في عملية شاملة مدعومة من المنطقة والمجتمع الدولي تؤدي إلى تسوية نهائية لازمة شمال مالي.
وفي سياق متّصل، غادرت أمس الثلاثاء، آخر كتائب قوات “برخان” الفرنسية المتمركزة في مدينة كيدال شمال شرقي مالي.
وأشار باسكال إياني، المتحدّث باسم قيادة الجيوش الفرنسية إلى أنّ بعضا من القوات الفرنسية لم يكشف عن عددهم بعد، ستبقى بالمنطقة لإنهاء الإجراءات الإدارية واللوجستية.
وشدّد على أنّ تسليم القاعدة إلى القوات الأممية “المينوسما” والجيش المالي ستتمّ بشكل نهائي خلال أيام قليلة.
ونوّه المتحدّث باسم قيادة الجيوش الفرنسية إلى أنّه لا مجال للقول بأن فرنسا تخلّت عن مالي كما تدعي الأخيرة.
وفي شهر يونيو الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيّة بلاده إعادة تموضعها العسكري في منطقة الساحل وعملها على تغيير الاستراتيجية العسكرية بالانخراط في تحالف عسكري جديد يضمّ دولا أوروبية ولكن بقيادة فرنسا.
وتسعى فرنسا إلى إنهاء عملية “برخان” وتخفيض عدد جنودها في الساحل من 5000 إلى ما بين 2500 و 3000 بحلول نهاية عام 2023.