الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

باريس-فرنسا-11-10-2021


أقرَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطإ ارتكبته بلاده، في علاقاتها مع منطقة الساحل، مؤكدا أن تدخل باريس عسكرياً في ليبيا عام 2011، كان خطأ، وهو ما أدى إلى الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال ماكرون في ختام مشاركته في اليوم الأخير من القمة الأفريقية الفرنسية: إن بلاده لم تحترم سيادة أي شعب، وإن ما يحدث في منطقة الساحل هو فقط نتيجة لما تم القيام به في ليبيا، هذا التدخل الذي نسيت فرنسا خلاله وجود الاإتحاد الإفريقي.
ويولي ماكرون، الملف الليبي، حيزا واسعا من اهتماماته، منذ توليه رئاسة فرنسا، وتمكن بمبادرة شخصية منه، من جمع خليفة حفتر وفائز السراج في 28 يوليو 2017 في باريس للاتفاق على تنظيم انتخابات تشريعية في غضون عام من تاريخه، إلا أنها فشلت بسبب الصراع المسلح واستمرار الإنقسام السياسي.
وكان الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، قد قرر التدخل العسكري في ليبيا حتى قبل إصدار مجلس الأمن في 17 مارس 2011 قرارا لما زعم انه “لحماية المدنيين” وانطلقت عملية عسكرية في ذ9 مارس 2011 جند فيها حلف شمال الأطلسي كل قواته للعدوان على دولة ذات سيادة واستمرت عمليات القصف الجنوني والتدمير للمؤسسات الليبية قرابة سبعة أشهر متتالية،قتل خلالها عشرات الآلاف وشرد مئات ألاف آخرين في تونس ومصر والنيجر والجزائر وغيرها، وهو العدوان الذي تسبب في انتشار السلاح والإرهاب في المنطقة وفي دول الساحل والصحراء.
الغريب العجيب أن العملاء الذين ساندوا حلف شمال الأطلسي وكانوا يزودونه بالإحداثيات لقصف بلدهم، لم يستحوا من الإدعاء بأنهم هم الذين أسقطوا النظام تحت زعم”الثورة”! وما تعيشه ليبيا من دمار وإرهاب وجرائم الميليشيات وتجارة البشر وفقدان السيولة وسطو على مقدرات الشعب وتهريب للأموال، خير دليل على خراب ما يسمى”الربيع العربي” الذي طبل له العملاء.
فمن يحاسب ساركوزي والناتو على هذه الجرائم بحق شعب آمن؟