الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

نيويورك: الولايات المتحدة الأمريكية: 27-09-2021

قال وزير الخارجية التشادي، شريف محمد زين، إنّ المتمردين الذين اغتالوا الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو، في شهر أبريل الماضي، قد تلقّوا تدريبات عسكريّة على أيدي عناصر مجموعة “فاغنر” الأمنيّة الخاصّة الروسية.
وأضاف الوزير، في تصريح صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنّ بلاده تمتلك كلّ الأدلة على وجود هؤلاء الروس إلى جانب قوات إفريقيا الوسطى وهذا يثير قلق الحكومة التشادية.
وأكّد شريف محمد الزين أنّ انجامينا رصدت اتصالات هاتفية بين مجموعات “فاغنر” في جمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا، مشدّدا على أنّ كلّ التدابير ستتخذ لضمان حماية اتشاد.
وحذّر الوزير التشادي من أن أيّة تدخلات خارجية ستمثّل مشكلة خطرة جدّا على استقرار البلاد وأمنها.
ويرى مراقبون أنّ نفوذ العناصر الأمنية المسلحة الروسية وشركات الأمن الخاصة في إفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، في تزايد مستمرّ خصوصا في جمهورية إفريقيا الوسطى التي تشهد نزاعا مسلّحا ووجّهت الأمم المتحدّة اتهامات صريحة لمجموعة “فاغنر” على خلفيّة ارتكابها لانتهاكات تمسّ من حقوق الإنسان.
أما من جانبها، أقرّت روسيا بنشر مدربين تابعين لها في دولة جمهورية إفريقيا الوسطى، لكنها تنفي قطعا مشاركتهم في القتال.
وفي سياق متّصل، كانت فرنسا وبعض الدول الأوروبية، قد حذّرت مالي من أنّ الاستعانة بعناصر “فاغنر” ستدفع هذه الدول إلى سحب قواتها منها، وذلك بعد صدور التقارير التي تؤكّد عن نيّة حكومة باماكو التعاقد مع 1000 من أولئك العناصر.

وفاز إدريس ديبي (68 عاما)، الذي تولّى الحكم منذ عام 1990، في 11 أبريل الجاري في الانتخابات الرئاسية بـ 79% من إجمالي أصوات الناخبين، ليلقى الرئيس التشادي الراحل مصرعه متأثرا بجراحه خلال زيارته للقوات في الخطوط الأمامية للقتال ضدّ المتمردين الشماليين، في الـ 20 من شهر أبريل الماضي.
وتولى ديبي الأب الحكم في الدولة الواقعة بمنطقة الوسط الإفريقي لمدّة 30 عاما ليثير فوزه بولاية سادسة عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة حنقا لدى متمردي الشمال التشادي الذين اعترضوا على سياسته وسياسة الحكومات السابقة منذ أواخر الستّينيات من القرن الماضي، حيث اعتبر الشمال التشادي المفقّر و المهمّش خزانا كبيرا للحركات الثورية المتمرّدة ضدّ الإهمال و التفقير الذي انتهجته الحكومات السياسية بالبلاد، واستقوى الرئيس ديبي بإسرائيل الحليف الأول، حيث كان تصريح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين ناتنياهو السابق، على إثر زيارته الى التشاد وقال بصريح العبارة: ” سننطلق من التشاد الى قلب القارّة التي حرمنا منها القذافي”، كما أن ديبي الأب انتهج نهج الموالاة من خلال تنصيب أبناء قبيلته في تشكيلات الجيش و في المناصب الحساسة بالدولة.