الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

تونس-25-9-2021


أعلن اليوم السبت،113 قياديا في حركة “النهضة” الإخوانية، بينهم نواب في البرلمان المجمّد وأعضاء في مجلس الشورى استقالتهم الجماعية من الحركة، مشددين على أنّ السبب المباشر في الإستقالة الجماعية “اعترافهم بالفشل في إصلاح الحزب من الداخل والإقرار بتحمّل القيادة الحالية المسؤولية الكاملة فيما وصلت إليه الحركة من عزلة في الساحة الوطنية، بالإضافة إلى تحمّلها” قدرا هاما من المسؤولية فيما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد”.

وأرجع المستقيلون في بيان أصدروه، قرارهم إلى “لتعطل الديمقراطية الداخلية صلب الحركة وانفراد مجموعة من الموالين لرئيسها بالقرار داخلها”.
وصرح اليوم القيادي المستقيل،سمير ديلو، السبب الأول للإخفاق في معركة الاصلاح الداخلي نتيجة “إصرار القيادة الرسمية للحزب على تهميش كل المؤسسات”.

نزيف جماعي يفرغ الحركة الإخوانية من رصيد بشري مهم، ويفاقم انشقاقات بدأت تغزوها منذ زمن، احتجاجا على دكتاتورية رئيسها الذي تغول وظل يتحدى ويتطاول على كل مؤسسات الدولة وكأن البلاد أصبحت إقطاعية خاصة به وبحركته التي أوصلت البلاد إلى حافة الإفلاس والإنهيار على كل المستويات..

الخلافات في الحركة ليست بالجديدة، وإنما التنظيم الذي يشبه هيكلية”الماسونية” ظل طوال سنوات يتكتم داخل أسوار الهيكل عن الخلافات والفساد، ويغري المنتقدين بالمناصب والمال!

ومن الواضح أن قرار الرئيس سعيّد بتجميد البرلمان قد سرع في زيادة الإنهيار والتصدع في هيكل”الإخوان”، والأهم من ذلك هو هبة الشعب التونسي في وجه الحركة التي طالما حاولت ضرب مقومات الدولة الحداثية المدنية وتحكمت في مفاصل الإقتصاد والقضاء وزرغت أذرعها الإرهابية وربطت البلاد بأحلاف مشبوهة، وواصل نهج المكابرة داخليا والاستقواء بالخارج عبر تصريحاته في محاولة لقلب مسار التاريخ والانقلاب على إرادة التونسيين الذين خرجوا يوم 25 يوليو مطالبين بإسقاط المنظومة التي دمرت البلاد.. ولا تغيب عن الذاكرة تلك الشعارات القوية التي طالما رفعت في وجه الغنوشي واصفة إياه ب”قتال الأرواح”.

بَيْدَ أن الشق المختلف مع الغنوشي يريد بدوره أن يتجه عكس عقارب الساعة ويحاول الظهور بسلوك سياسي مرن للتموقع في المشهد، وليس خروجا من دوائر الفكر الإخواني ..