الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

إفريقيا-10-9-2021

في نهاية القرن العشرين والغرب يتربع على قمة العالم ويدعي نهاية التاريخ لأن خصمه الأيديولوجي والإستراتيجي الإتحاد السوفييتي قد انهار وان البشرية لابد لها أن تدين بالرأسمالية والليبرالية الجديدة (المتوحشة) خاصة وأنه نجح في أن يضرب العرب بالإيرانيين والعرب بالعرب وأن يعلن الحكام نكوصهم عن كل القرارات السابقة بشأن التكامل العربي والإندماج،ومن بينها السوق العربية المشتركة منذ 1964،واتفاقية الدفاع العربي المشترك…بل وصل بهم الأمر إلى فرض الحصار على العراق وليبيا وتهميش القضية الفلسطينية.. في هذا الظرف تخترق هذه الأوضاع مبادرة تاريخية استراتيجية لوضع العرب وإفريقيا والعالم على مشارف طريق جديد للمستقبل..
في مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية بالجزائر في 12 يوليو /1999 حضر الزعيم الراحل معمر القذافي المؤتمر ولم يجلس على مقعد الجماهيرية بينما جلس إلى جانب الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بله، وقبل أن يختتم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المؤتمر استأذنه القذافي في كلمه لديه فاعتلى المنبر وقال:لن ألقى خطابا لكن استأذنكم في قراءة رسالة سبق للرئيس كوامي نكروما أن قدمها لمؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية بالقاهرة 1963، والتي دعا فيها نكروما قادة إفريقيا إلى” الوحدة وإلا فإن الفقر والمرض وعودة الاستعمار والحروب الأهلية هي ما ينتظرهم”.. وقال القذافي: “أيها الرؤساء لم يعد يليق بكم وبإفريقيا أن تواصلوا هذه المؤتمرات الفولكلورية والعالم من حولنا يتكتل ويتعولم، لذلك أدعوكم إلى العمل على تأسيس الولايات المتحدة الإفريقية”.. وافق الرؤساء وصفقوا بقوة وظن البعض أن الأمر لايعدو كونه مجاملة ..
تمكن القذافي من عقد قمة استثنائية بمدينة سرت في 9-9- 99 ، وأعلن عن قيام الإتحاد الإفريقي الذي شكل في زمانه ومكان انعقاده مفاجأة تاريخية وحدثا استراتيجيا وضع إفريقيا على أعتاب تطورات فارقة.
بدا العقيد معمر القذافي متفائلاً في ذلك اليوم بمولد مؤسسة قارية قابلة للتطوير والتجديد..