السنغال: 02-09-2021
أكّدت مصادر عسكرية سينغاليّة أنّ أرتالا من الجنود السنغاليين قد توجّهت إلى الحدود مع غامبيا في تهديد بعمل عسكري ضدّ الرئيس يحيى جامع، الذي خسر الرهان الانتخابي في انتخابات الرئاسة.
ووفق مواقع إعلامية محلّية فإنّ السنغال أرسلت 625 جنديا إلى غامبيا في إطار “عملية إحلال الديمقراطية” التي بدأتها “السيدياو”، بعد الاضطرابات السياسية التي شهدها البلد إثر الانتخابات الرئاسية التي أطاحت بالرئيس السابق يحي جامع.
وتمّ إبلاغ سكان بلدتي ديولولو وزيغونيتشور، جنوبي السنغال عن تحرّك الجنود نحو المنطقة الحدودية مع غامبيا بدءا من منتصف الليل.
وقال مصدر في زيغونيتشور: “منذ الصباح الباكر توجّه مئات الجنود السنغاليين في شاحنات صوب الحدود مع غامبيا“.
من جانبه، قال قائد أركان الجيش البري فولجانس اندور، خلال في حفل التوديع إنّ: “إرسال هذه البعثة يأتي في إطار التزام السنغال الدائم بالمساهمة في إحلال السلام في محيطها الإقليمي، كما يبرهن على دورها في إحلال السلام في أيّ دولة جارة وشقيقة“.
وتُعتبر السنغال المساهمة الأكبر في القوة الإقليمية، حيث بدأت بـ 500 جندي، عند إنشاء القوة التي يصل قوامها إلى 1200 جندي، وكان الرئيس الغامبي آداما بارو جدّد مرارا المطالبة بتجديد مهمة بعثة “السيدياو”.
وفي وقت سابق، أصدر البرلمان الغامبي قرارا يسمح لجامع بالبقاء في السلطة ثلاثة أشهر إضافية حسبما أفاد به التلفزيون الوطني، فيما كان من المنتظر أن يتولّى الرئيس المنتخب، آدم بارو، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في ديسمبر الماضي، صلاحياته في 19 من هذا الشهر.
وعلى الرغم من أنّ الرئيس المنتهية ولايته اعترف بهزيمته في البداية، إلا أنّه أعلن لاحقا عن وقوع “انتهاكات غير مقبولة” ارتكبتها لجنة الانتخابات المركزية، ودعا إلى تنظيم عملية تصويت جديدة.
وفي ذات السياق، دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الرئيس يحيى جامع إلى تسليم زمام الحكم لبارو، مهدّدة بالتدخل العسكري في حال الرفض، في حين، أعلن الاتحاد الإفريقي أنّه لن يعتبر جامع رئيسا لغامبيا اعتبارا من 19 يناير، الأمر الذي ردّ عليه جامع واصفا ذلك بـ”التّدخل الغير مسبوق” في شؤون بلاده وقام بإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
ومن جانبها، قالت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إنّ ما لا يقل عن 26 ألف شخص قد أقدموا على الفرار من غامبيا إلى السينغال خشية من أن يثير قرار الرئيس المنتهية ولايته البقاء في السلطة، بعد خسارته الانتخابات، اضطرابات سياسية وأمنية.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأنّ السنغال قد تقدّمت،الأربعاء، بمسودّة قرار إلى مجلس الأمن الدولي تجيز لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “ايكواس” استخدام “كافّة التدابير الضروريّة” لضمان انتقال السلطة في غامبيا.
ولم يطلب نصّ القرار بشكل مباشر السماح بنشر القوات العسكرية في غامبيا لإجبار يحيى جامع على تسليم السلطة،حيث أنّ دول ايكواس قد دعت مرارا الرئيس الغامبي لاحترام نتائج الانتخابات التي أجريت مطلع ديسمبر الماضي وتسليم السلطة التي ظل ممسكا بمقاليدها 22 عاما، ووجّه زعماؤها تهديدا باللجوء إلى القوّة لإزاحة جامع ما لم يسلم مقاليد الحكم للرئيس المنتخب اداما بارو يوم الخميس.