السبت. نوفمبر 16th, 2024

تيغراي: إثيوبيا: 01-09-2021

قال مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إثيوبيا، أمس الثلاثاء، إنّ قوات اقليم تيغراي شمالي إثيوبيا أقدمت على نهب مستودعات خاصة بوكالتهالتابعة للحكومة الأمريكية، في الأسابيع الأخيرة بإقليم أمهرة الإثيوبية.


وكانت الحرب قد إندلعت في منطقة تيغراي في نوفمبر الماضي بين القوات الإثيوبية الفيدرالية التابعة لأديس أبابا والجبهة الشعبية لتحرير شعب التيغراي التي تسيطر على المنطقة، وأودى الصراع المحتدم بالإقليم إلى مقتل الآلاف وتسبّبت في أزمة إنسانية.
وبعد استعادة القوات التابعة لإقليم تيغراي السيطرة على معظم منطقة تيغراي أواخر يونيو وتمكّنت من إعادة سيطرتها على عاصمة الإقليم ميكلي، دخلت قوات تيغراي منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين فأسفرت عن تشريد الآلاف من بيوتهم.

وصرّح شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إثيوبيا: “لدينا دليل على أنّ العديد من مستودعاتنا قد نُهبت وأُفرغت تماما في المنطقتين، لا سيما في إقليم أمهرة، حيث دخل جنود الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”.

وتفيد تقارير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأنّ أكثر من 900 ألف شخص في تيغراي يعانون بالفعل أوضاع المجاعة، ويوجد5 ملايين آخرين في حاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية.
وأشار مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الأسبوع الفارط إلى أنّه وخلال الحرب المستعرة منذ تسعة أشهر، هذه أول مرة ينفذ الطعام من موظفي الإغاثة، الذين يقومون بتوزيعه على ملايين الجوعى.
ومن جهتهم، لم يعلّق ممثلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ومكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على هذه الادعاءات والاتهامات التي وجّهها مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ويرى مراقبون أنّ التوتر الأمني في إقليم أمهرة وتعطيل وصول المساعدات من عفار تجاه إقليم تيغراي، ومحاولات قطع السكك الحديدية والطرق البرية المؤدية إلى الموانئ الجيبوتية هي أمور تعقّد مهمة الحكومة الإثيوبية لفرض سيطرتها على تلك المناطق.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي الإثيوبي موسى شيخو: “الوضع الآن يحتاج إلى تحرّك كبير وشيء من الحكمة والتعقل لحلحلة هذه المواضيع المهمة، هي طبعا مشكلات أمنية واضطرابات،وهذه الأمور تحتاج إلى تحرّك أكثر وبأسرع وقت”.

وتواجه أديس أبابا تحدّيات كبيرة خصوصا فيما يتعلّق بالانتخابات التي أعلن مجلس الانتخابات الإثيوبي أنّتاريخ 30 سبتمبر الجاري هو موعد إجراء الانتخابات التكميلية للانتخابات العامّةالتي أجريت في يونيو الماضي، نظرا للدوائر التي تأجّلت فيها الانتخابات لأسباب أمنية وأخرى فنيّة.
كما تواجه أديس أبابا أزمة سدّ النهضة، الذي يمثّل التحدي الأبرز الذي تواجهه البلاد في إطار تواصل المفاوضات الثلاثية والرباعية دون التوصل لحلّ ملزم لجميع الأطراف المتنازعة وسط تزايد التصعيدات.
ويرى مراقبون أنّه يتوجب على إدارة آبي أحمد إعادة النظر بشكل مختلف في التعامل مع القضايا الأمنية والسياسية الراهنة، خاصّة وأنّ أديس أبابا غير قادرة على لملمة ما يجري في إقليم تيغراي وتبعاته الممتدة إلى أقاليم أخرى.