الخرطوم: السودان:31-08-2021
أعلنت الخارجية السودانية، أمس الاثنين، أنّ مفاوضات سدّ النهضة وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنّت الجارة الإثيوبية.
وفي رسالة خطية أرسلت إلى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قال وكيل وزارة الخارجية السودانية، محمد شريف عبد الله: ” إنّ المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنّت الأخيرة.
وقد تناولت الرسالة تفعيل المقترح السوداني، الذي لاقى تأييدا مصريا والقاضي بتشكيل وساطة رباعية تقودها الكونغو بصفتها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وأميركا، مؤكّدا على أنّ موقف بلاده يسعى للتوصّل لاتفاق شامل وعادل ومتوازن وملزم قانونيا حول ملء سدّ النهضةوتشغيله.
الضغوطات الخارجية
ومن جهتها، كانت الخارجية الإثيوبية قد أكّدت قبل أيام أن أديس أبابا تنتظر دعوة الكونغو لمواصلة استئناف مفاوضات سدّ النهضة، مشدّدة على أنّها تتوقع المزيد من الضغوطات الخارجية فيما يتعلّقبملف السدّ، وإنّها لن تلقي بالا إليها أبدا معتبرة أنّ الضغوط الأميركية بشأن ملف سدّ النهضة قد تراجعت على إثر نجاح عملية الملء الثاني لبحيرة السدّ.
وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية قد أعلنت أواخر شهر يوليو الماضي، أن عمليّة الملء الثاني للسدّ تمّت وبالكمية التي كانت مقرّرة، وهي 13.5 مليار متر مكعب، مشيرةإلى أنّ هذا الملء لن يضرّ بمنسوب دول المصب مصر والسودان.
تفاوض ثلاثي دون حلّ
ومنذ سنوات، تعارض كلّ من القاهرة والخرطوم الموقف الاثيوبي الأحادي في هذا الملف المعقّد
ومن جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنّ موقف بلاده ثابت ولا بدّ من التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء السدّ وتشغيله، على نحو ضمان مصالح جميع الأطراف الساعية الى تحقيق التنمية مع ضرورة الحفاظ على منسوب المياه للدول الثلاث دون الاضرار بالأمن المائي لمصر.
وتعتبر مصر أنّ السدّ يمثّل خطرا كبيرا على منسوبها من مياه نهر النيل التي تعتمد عليه البلاد للتزوّد بالماء، وأعربت مصر في عديد المرات عن قلقها من هذا الاجراء الأحادي.
في حين، أكّد وزير الري السوداني ياسر عبّاس مرارا على أنّ بيانات الملء تقضيبضرورة تبادل المعلومات بما يخدم مصالح الجميع، وشدّد عبّاس على ان موقف بلاده لازال قائما حيث أن السودان غير مستعّدة للتفاوض من جديد مع إثيوبيا بنفس الأسلوب السابق.
وأشار عبّاس الى أن الإشكال الحقيقي في ملف سدّ النهضة هو غياب الإرادة السياسية لفضّ النزاع حيث أنّ النيل الأزرق هو نهر دولي تحت ملكيّة ثلاثة دول لذلك يتوجّب أن يكون الاتفاق ثلاثيا.
وتتفاوض الدول الثلاثة منذ العام 2011، حول اتفاق ملزم بخصوص تشغيل السدّ الذي تبنيه أديس أبابا ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في القارة الافريقية، بقدرة تصل الى 6500 ميغاوات.
وقامت قادات الدول الثلاثة بتوقيع اتفاق إعلان مبادئ في مارس 2015 في العاصمة السودانية بالخرطوم، والى اليوم تتواصل الخلافات خاصّة بعد إقدام اثيوبيا على بدء عمليّة الملء الثاني للسدّ دون أن يتمّ التوصّل لاتفاق بين الجهات الثلاث.
والى اليوم، لاتزال المساعي الديبلوماسية متواصلة لتسوية النزاع بين الدول الثلاثة، وسط تنديدات دوليّة داعية الى عدم الاحجام في التصرّف الأحادي تجنبا لإثارة التوتر الإقليمي.