الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

الخرطوم: السودان: 30-08-2021

وصل رئيس المجلس العسكري الانتقالي التشادي، الجنرال محمد إدريس ديبي، أمس الأحد، الى العاصمة السودانية الخرطوم، رفقة وفد وزاري كبير يضمّ عددا من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة التشادية في زيارة رسمية تستمر ليومين.

تباحث العلاقات الثنائية

وسيتباحث الجنرال محمد إدريس ديبي، مع نظيره السوداني رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي، حول العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية سبل تعزيزها.

وسيجري الرئيس التشادي لقاءات مع كبار المسؤولين بالدولة، في مقدّمتهم رئيس المجلس السيادي ورئيس الوزراء، كما سيتم خلال الزيارة إجراء مباحثات ثنائية مهمة لتطوير العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الشأن المشترك خاصة ملف الجوار الليبي السوداني التشادي.

وتأتى هذه الزيارة الأولى للجنرال منذ تسلّمه الحكم بعد مقتل والده، إدريس ديبي هذا العام، بعد أيام من اقتراحه لإعادة الاتفاق الأمني الرباعي وتفعيل القوّة العسكرية المشتركة بين الدول الأربع: التشاد والسودان والنيجر وليبيا، في محاولة للتصدي لتمدّد الجماعات الإرهابية المسلّحة بمنطقة الحدود خاصّة الليبية منها، ولمنع حركات المعارضة من زعزعة الأوضاع في الدول الأربع ومنع تكرار سيناريو مقتل والده، إدريس ديبي.
وكانت اتشاد قد أعلنت أنها ستخفض إلى النصف عدد جنودها العاملين في إطار القوة المشتركة لدول الخمس في الساحل، بمنطقة المثلث الحدودي، على الحدود بين مالي والنيجر وبوركينافاسو.
ويرى المراقبون، أن ديبي الابن يريد الاستفادة من التجربة السودانية في الانتقال، كما يريد تثبيت أقدامه في الحكم في إنجامينا، وسط سعيه لضمان استمرار الدعم السوداني، الذي قاد لاستقرار حكم أبيه حتى وفاته، إلى جانب رغبته في لعب أدوار إقليمية كبيرة عبر ليبيا التي قدمت منها قوات المعارضة واشتبكت مع الجيش التشادي، وقتلت والده، ويسعى الآن الى إغلاق هذا الباب بشكل نهائي.
ومن جهته، نقل بيان الرئاسة التشادي عن ديبي قوله خلال لقائه مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني الأسبوع الفارط، أنّ التشاد تؤيّد مبادرة إعادة إحياء الاتّفاق الرباعي بين ليبيا والسودان والنيجر وتشاد، من خلال تشكيل قوة مشتركة على طول المنطقة الحدودية للحيلولة دون تمدّد الجماعات المتمرّدة على غرار ما حصل في أبريل الماضي وتسبّب في مقتل الرئيس إدريس ديبي.
وكانت الدول الأربعة، قد وقّعت في 2018 اتفاقية تعاون أمني لمكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر، لكنّ هذا الاتفاق لم يمنع انتشار القوات شبه العسكرية في جنوب ليبيا وتوغّل المتمرّدين التشاديين من الدولة العربية الغارقة منذ 10 سنوات في آتون الحرب والفوضى وتمكّنن من التقدّم في اتّجاه العاصمة نجامينا.