الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

الجزائر: 26-08-2021

بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أول أمس الثلاثاء، عن قطع بلاده للعلاقات الدبلوماسية مع الجارة المغرب، موجّها إتّهامات للمملكة المجاورة بارتكاب أعمال وصفها بغير “الودية والعدائية” ضدّ بلاده.

وأكّد العمامرة أنّ قطع العلاقات لن يضرّ مواطني البلدين، منوّها إلى تواصل عمل البعثات القنصلية كالمعتاد.

وصرّح لعمامرة: “لقد ثبت تاريخيا أنّ المغرب لم يتوقف عن القيام بأعمال غير ودّية وعدائية ضد الجزائر”.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد دعا في شهر يوليو الماضي، إلى ضرورة تجاوز الخلافات مع الجارة الجزائر والعمل على فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.

الموقف المغربي من قطع العلاقات الديبلوماسية

وبدورها أعربت الخارجية المغربية عن أسفها من القرار الجزائري القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب اعتبارا من يوم الثلاثاء 24 أغسطس.

وجاء في بيان الخارجية المغربية: “أخذت المملكة المغربية علما بالقرار الأحادي الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب اعتبارا من اليوم.”

 كما أورد البيان: “ويأسف المغرب على هذا القرار غير المبرّر تماما والمتوقع، على ضوء لهجة التصعيد التي لوحظت خلال الفترة الأخيرة، ويأسف كذلك لتأثيره على الشعب الجزائري، والمغرب يرفض رفضًا قاطعًا الذرائع المغلوطة، وحتى العبثية، الكامنة وراءه.”

ومن جانبه، قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني: ” أسف لإعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة وأتمنّى تجاوز هذا الوضع قريبا”.

وخلال مقابلة مع موقع “أصوات مغاربية” قال العثماني” أنّ خطاب العاهل المغربي الأخير تضمّن دعوة إلى الحوار والتأكيد على أنّ المملكة المغربية تعتبر أنّ استقرار الجزائر وأمنها من استقرار المغرب وأمنه، واستقرار المغرب وأمنه من استقرار الجزائر وأمنها”.

وتابع رئيس الحكومة: “لا زلت أتمنى أن نصل إلى تطبيق هذه الدعوة، دعوة الملك محمد السادس، على أرض الواقع”، لافتا إلى أن “المغرب ينظر إلى المصالح العليا للشعوب المغاربية عموما وللشعبين المغربي والجزائري على وجه الخصوص”.

وفي ذات السياق، عبّر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه بخصوص ما آلت إليه العلاقات بين الجارتين الجزائر والمغرب، على إثر إعلان الجزائر عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، ووجّه دعوة الى البلدين بضرورة ضبط النفس وتجنب رفع التصعيد.

الإمارات تأسف لقطع العلاقات بين الجارتين

و شدّد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على حرص دولته المستمر على متانة العلاقات العربية الإيجابية ووحدتها وتطويرها بما فيه خدمة لمصالح الشعوب الشقيقة وتعزيز ازدهارها ونهضتها.

وأكّد الشيخ عبد الله بن زايد على سعي دولة الإمارات إلى تعزيز وتمتين العلاقات العربية، ومن هذا المنطلق فإنّها تأسف للتطورات الحاصلة بين الجزائر والمغرب وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشار الشيخ عبد الله إلى ارتباط الإمارات بعلاقات أخوية متينة مع كلا البلدين وتسعى إلى تنميتها بما ينسجم مع توجّه الدولة الداعم لكل الجهود المشتركة التي تخدم القضايا العربية.

البرلمان العربي يدعو لتجنّب التصعيد

ومن جانبه، واكب البرلمان العربي بقلق بالغ تطوّرات العلاقات بين الجارتين الجزائر والمغرب، عقب إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، داعيا كلا البلدين إلى ضرورة تغليب علاقات الإخوة بينهما ومصالح شعبيهما الشقيقين، والتي تتوجّب ضبط النفس وتجنّب التصعيد في العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وطالب البرلمان البلدين باعتماد الحوار البنّاء لتهدئة التوتر ومناقشة القضايا الخلافية بينهما في إطار أخوي عربي، مؤكدا أن كلا من المغرب والجزائر قوتان رئيسيتان ومؤثران في المنظومة العربية والإقليمية، ويتحملان مسؤولية كبيرة في تعزيز التضامن العربي ونبذ الخلافات والفرقة.