الأحد. مايو 5th, 2024

نجامينا: التشاد: 26-08-2021

اقترح محمد إدريس ديبي، رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد، الأربعاء، إعادة إحياء الاتفاق الرباعي بين كلّ من ليبيا والسودان والنيجر والتشاد، بتشكيل قوة عسكرية مشتركة على الحدود مع ليبيا لمنع توغّل الجماعات المتمرّدة على غرار ما حصل في شهر أبريل الماضي، مما أدّى إلى مقتل والده الرئيس إدريس ديبي إتنو.

وأشار إلى أن تشاد تدعم الإتفاق على تفعيل الإتفاقية الرباعية، خاصة ضرورة تكوين قوة مشتركة لحماية الحدود، موضحًا أن “المسائل الإقليمية يجب أن تحل من قبل المعنيين أنفسهم ويجب عدم انتظار الحلول من الخارج”.

وأوضح أن “تأمين الحدود المشتركة وحل إشكاليات الهجرة والعمليات الإجرامية والمتاجرة بالبشر سيكون المقدمة الضرورية لأي استقرار وسلام في المنطقة”.

وفي العام 2018، كانت الدول الأربع قد وقّعت اتفاقية تعاون أمني لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، لكنّ هذا الاتفاق لم يتمكن من منع انتشار القوات شبه العسكرية في جنوب ليبيا وتمكّن المتمرّدون التشاديون من التقدّم باتّجاه العاصمة نجامينا.

وخلال الزيارة الأولى منذ مقتل ادريس ديبي الأب لنائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني إلى نجامينا، قال رئيس المجلس العسكري الانتقالي إنّ: “تشاد تؤيّد مبادرة إعادة إحياء الاتّفاق الرباعي بين ليبيا والسودان والنيجر وتشاد من خلال تشكيل قوة مشتركة على طول حدودها”.

وأضاف ديبي الإبن أنّ بلاده ملتزمة بقوّة لأداء دورها في مساعدة الشعب الليبي، لكن في المقابل فإنّ التشاد تأمل في عدم تمكّن المرتزقة والعصابات المسلّحة التي تجوب ليبيا من زعزعة استقرار الدول المجاورة لها.

من جانبه، قال الكوني إنّ القوات الليبية “تخوض الآن قتالاً لا هوادة فيه ضدّ هذه المجموعات من المرتزقة المسلّحين”.

وقد ضاعف محمد إدريس ديبي مؤخّراً بوادر الانفتاح على الجماعات المسلّحة المتمرّدة، داعياً الجميع إلى المشاركة في “الحوار الوطني الشامل” الذي من المفترض أن “يجمع كلّ التشاديون لتشكيل دولة يسودها السلام”.

وقدّم ديبي وعدا يقضي باتخاذ إجراءات ملموسة فيما يتعلّق بالعفو والإفراج عن أسرى الحرب وإعادة الممتلكات ودمج المسلّحين في الجيش التشادي.

وأعلنت الحكومة التشادية، السبت، أنّها ستخفّض عدد جنودها العاملين في إطار القوة المشتركة لمكافحة المسلحين التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس والمنتشرين منذ فبراير في “منطقة المثلث الحدودي” على الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى النصف، وقد أرجعت نجامينا قرارها هذا إلى إعادة انتشار استراتيجي.

وبعد مقتل ديبي الأب، في معركة ضدّ جماعة متمرّدة بعد ثلاثة عقود أمضاها في السلطة، أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي في أبريل تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسته ونصّب نفسه رئيساً للجمهورية، متعهّداً إجراء انتخابات “حرّة وديمقراطية” في ختام فترة انتقالية مدّتها 18 شهراً قابلة للتمديد.

25 ألف مرتزق تشادي في ليبيا

وفي سياق متصل، قامت السلطات التشادية بإلقاء القبض على عدد من الإرهابيين من محافظة “البطحة”، في محاولة للتسلّل عبر الحدود إلى ليبيا والانضمام إلى المعارضة التشادية هناك.

وحسب ما أوردته صحيفة “جورنال دو تشاد” المحلية ومصادر عسكرية ليبية، فإنّ عدد الإرهابيين التشاديين في ليبيا بلغ الـ 25 ألفا يتركّز أغلبهم جنوبي البلاد.

كما تشير التقديرات العسكرية الليبية إلى وجود 5 فصائل على الأقل من المعارضة التشادية نشطة في الجنوب الليبي بالقرب من الحدود التشادية، وتتمركز بالقرب من مدن سبها وأم الأرانب ومرزق.

وينتمي المرتزقة والإرهابيون القادمون من تشاد إلى ليبيا إلى جماعات المعارضة المسلّحة في دولة تشاد، ويتخذون من جنوب ليبيا قاعدة للتدريب والتمويل والتخطيط للعمليات الإرهابية.

وتعمل الجماعات المسلّحة التشادية بالتنسيق مع تنظيم الإخوان في ليبيا، ويستعين بهم التنظيم في عمليات القتال ضدّ الجيش الوطني الليبي، داخل التراب الليبي، إضافة إلى مساعدة تركيا في منازعة فرنسا نفوذها في بعض دول شمال إفريقيا.

ومثّل ملف خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب أبرز الملفات التي تتناولها المحادثات والاجتماعات الدولية بشأن ليبيا، والتي كان آخرها جلسة مجلس الأمن الدولي.

ويرى المراقبون أنّ علاقة الإخوان بالمعارضة التشادية تشكّل جزءا من أهم المخاطر التي تواجه ليبيا، حيث لعبت هذه المعارضة دورا رئيسيا في دعم تنظيم الإخوان وميليشيات طرابلس في عديد المعارك لصالح التنظيم، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد شاركت عناصر المعارضة إلى جانب ميليشيات الإخوان في الهجوم على منطقة الهلال النفطي في فبراير 2017، قبل أن يتم هزيمتهم من قبل الجيش الوطني الليبي.