الخميس. نوفمبر 14th, 2024

تونس-17-8-2021

حركه “النهضة” وعشر سنوات من التخفي وراء قناع ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحريات بدأتها سنة 2011 ببرنامج انتخابي مغالط للرأي العام مكنها من تصدر المشهد السياسي في تونس بفوزها في الانتخابات التشريعية متظاهرة بالدعوة ونشر الوعي الإسلامي من خلال الخطب التي كانت تنقل عن راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو في المساجد إضافة إلى استنادها إلى الإعلام لترويج أفكارها وزرع عروقعا في مؤسسات الدولة علاوة على اختراقها لمؤسسات حساسة كالجيش والأمن والقضاء..

وهكذا تغلغلت حركة “النهضة” في مفاصل المؤسسات وسيطرت عليها لتبدأ منذ ذلك الحين في إغراق البلاد في أعماق السواد فأخذت مع حكومة الجبالي وعلي العريض تجر الوضع الاقتصادي إلى الوراء حتى تأزم اقتصاد تونس بتراجع قيمة الدينار وعجز المواطن عن توفير مستلزماته الأساسية وتنامت معدلات البطالة..

لم يكتفِ “الإخوان” بتدمير اقتصاد البلاد بل شهدت فترات حكمهم تفشي ظاهرة الإرهاب والإغتيالات السياسية.. كما عمدت جماعة “الإخوان” إلى استقطاب شباب من مستويات ثقافية محدوده وقامت بدمغجتهم وإعدادهم لتنفيذ عمليات إرهابية وضرب الإستقرار بدعوى “الجهاد في سبيل الله” لنصرة الإسلام فطالت عملياتها التخريبية مؤسسات عديدة كما استهدفت قوات الأمن والجيش.. ألم يصرح العريض بنفي الطابع الإرهابي عن تدريبات جماعات متطرفة بإحدى الغابات قائلا إنها مجرد مجموعة من الشباب يمارسون الرياضة؟!..

لا يمكن تجاوز العلاقات القائمة بين قيادة “الإخوان” وجماعة “أنصار الشريعة” الجناح المسلح للحركة،
من أجل الهيمنة على تونس وأخونة البلاد، وهو ما سبق أن أشار إليه للمحامي رضا الرداوي بأن أكثر من 20 ألف إرهابي يجولون في تونس دون محاسبه محصنين بالغطاء القضائي ،على حد تعبيره..

ويظل اغتيال المناضلين شكري بالعيد ومحمد البراهمي،شاهدا على العقلية الإرهابية للتنظيمات الظلامية التي ولدت جميعها من رحم “الإخوان”.. ولا ينفك الشارع التونسي يطلب اليقين في هذه القضية وتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة.

مرت السنوات والبلاد التونسية تئن تحت حكم من ينهشها ويدمرها، وتعاقبت الحكومات لتستنزف كل واحده بانتهاء مهامها نصيبا من أمل تونس في البقاء والعطاء لتصبح في السنوات القليلة الأخيرة شبه عارية من الهيبة والخيرات، كما تعددت الإقالات بتعدد الخيبات والتجاوزات وملفات الفساد .. كل من تصدر الحكومة اتسم بأسلوب الإنتهازية لينتهي بعلاقة ودية مع حركة “الإخوان” ، وصولا إلى يوم تاريخي ضج فيه الشعب وانتفض ليحسم الأوضاع في البلاد ويخرجها من ضيق التهميش والفساد والإجرام إلى اتساع الحرية والإنعتاق والإزدهار..

فلا تعجب إن رأيت شعبا يحتفي بانتهاء الأحزاب وإغلاق البرلمان.. إنه الشعب التونسي انتفض على شرور الجلاد ..هذا ما أعلن عنه الرئيس التونسي بتاريخ 25 جويلية المنقضي، ليجدد في نفوس التونسيين روح الأمل وحب الحياة، ولم يكتفِ بهذه الإجراءات بل انطلق في مسيرة الإنتصار لمطالب شعبه والتصدي للفساد والمفسدين والمتسلطبن على مقدرات البلاد والعباد..
فلا عاش في تونس من خانها..