الجمعة. سبتمبر 20th, 2024

تونس-12-8-2021

“إذا كنت قائماً بحمل أمانة فأنت مؤتمن على أمانتك، مديراً كنت أو وزيراً أو رئيساً، وتذكّر أنّ من ترعاهم أحراراً، فلا تستعبدهم بنفوذك وسلطتك فتذل في الدنيا قبل الآخرة”.

تكاد تكون كلمات هذه الحكمة العربية هي المفسٍّر الحقيقي لما حدث في تونس ما بعد 25 يوليو ، يوم انتصر الحق باستجابة الرئيس قيس سعيد لمطالب شعب بحّ صوته وهو يريد العدل والحياة الكريمة دون غطاءات حزبية ولا شعارات فضفاضة شبع منها الشعب التونسي الذي آمن بثورة 11 من يناير 2011، ولكن ماذا تحقّق بعد عشر سنوات من ثورة تخليص الحقوق لمجموعة سياسية عطشى للنقمة من بلد ادعوا اساءته لهم ،ولكن نسوا أنّ الشعب ليس من سجنهم أو عذّبهم بل القائمين على السلطة آنذاك وهذا طبعا اذا ما اعتبرناهم حقا مناضلين.

بعد قرارات سعيد التي أدخلت الفرحة ولاقت ترحيبا كبيرا من الشعب التونسي ليخالف اجراءات الحظر الليلي بالبلاد فقط ليخرج معبّرا عن امتنانه للاستجابة الرئاسية وتأكيدا على دعمهم المطلق لقراراته التي طال انتظارها.

ولئن صدحت أبواق خونة البلاد ومرتزقة المعبد الأزرق بأن ما قام به الرئيس، المنتخب دون انتماءات حزبية، هو انقلاب على الشرعية الدستورية وفي ظرف أيام بعد ذلك صار من روّج للانقلاب داعما له .

خاصّة بعد التصدعات الداخلية التي شهدتها حركة “النهضة” الإخوانية والمواقف المتأرجحة لأذيالها، ولئن دلّ هذا على شيء فهو دليل على أنها لاتزال غير مستوعبة لما آلت إليه الامور ظنّا منها أنها ستظلّ تحكم البلاد وتستنزف خيراتها في صفقة تخليص الحقّ التي اعتمدتها منذ تمكنّها من السلطة بالبلاد  ترأّس كبير كهنة المعبد الأزرق لمجلس البرلمان.

سعيد: لسنا دعاة انقلاب..

وخلال لقاء الرئيس سعيد مع وزير التربية والتعليم فتحي السلاوتي، أمس الأربعاء، جدّد سعيّد تأكيده أنّ ما تمّ اتخاذه من إجراءات يأتي في إطار قانوني وتطبيقا لفصول الدستور، وأنّه ليس انقلابا، وأنّ”المسؤولية اقتضت أن يتم اتخاذ هذه التدابير.. حتّمها الخطر الذي صار واقعا يوميا”.

وأكد الرئيس سعيد أنّه ليس من دعاة الانقلابات كما يدّعي البعض، بل من دعاة تطبيق القانون على الجميع.

ولفت الرئيس سعيّد الى أنّه في كثير من الأحيان يُضرَب بالقانون عرض الحائط بسبب وجود عدّة دول داخل الدولة في تونس.

ومن ناحية أخرى، قال سعيد إنّ مؤسسات الدولة تسير بصفة طبيعية، حتى وإن كانت البلاد تعيش “ظروفا استثنائية”، داعيا إلى “إصلاح وطني جذري للتعليم، ووضع مناهج التكوين السويّ للتلاميذ لبناء تونس جديدة”.

الغنوشي وتلوّن الحرباء

منذ الـ25 من يوليو، ما انفك راشد الغنوشي الأب الروحي لإخوان تونس في التنديد بما سمّاه انقلابا، والاستنجاد بالأطراف الخارجية الموالية له لتأكيد ادّعائه، ولكن جاءته الصفعة مدوّية من انصاره بالداخل قبل الخارج عند اكتشاف شعبية النهضة الكاذبة والمشترات بالمال الفاسد، لتأتي المواقف الدولية لتضرب مساعيه الدنيئة عرض الحائط، لنجده، اليوم، يتراجع عن موقفه من الرئيس سعيد، معلناً دعم الحركة للرئيس التونسي، مصرّحا: “سندعم الرئيس قيس سعيد ونعمل على إنجاحه بما يقتضي ذلك من استعداد للتضحيات، من أجل الحفاظ على استقرار البلاد واستمرار الديمقراطية”.

وبهذه الصورة نستذكر صورة الحرباء التي يتلوّن جلدها بما تقتضيه وضعيّتها، اذ أنّ الاعصار قادم وسيهدم المعبد على الجميع بإرادة شعب أحسن الاختيار في رئيس عايش ما عاشه الشعب التونسي لمدّة عشر سنوات عجاف.