الخرطوم: السودان:09-08-2021
أعلنت السودان، أمس الأحد، عن استدعائها لسفيرها في إثيوبيا للتشاور بعد إتهامات الأخيرة للخرطوم بالتدخّل في أزمة تيغراي، خاصّة مع تزايد معاناة السودان من آثار النزاع في إقليم تيغراي الإثيوبي وخاصة في ملف اللاجئين.
ونفت السودان الاتهامات الإثيوبية بالتدخّل في النزاع بإقليم تيغراي، مؤكدة أنّ مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك غايتهاتشجيع الأطراف الإثيوبية على حلّ أزمة تيغراي سلميّا، وعلى أنّ الاهتمام بحلّ أزمة إقليم تيغراي الإثيوبي تأتي من حرص السودان على الاستقرار الإقليمي.
ووفق ما أذاعته وسائل الاعلام الاثيوبية، فقد رفضت الحكومة الإثيوبية، الخميس، لعب السودان لدور الوساطة في أزمتها مع “جبهة تحرير تيغراي”، واصفة الخرطوم بأنّها ليست طرفا ذا مصداقية بحسب السكرتيرة الصحفية بمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي بليني سيوم.
وتعرف العلاقات بين البلدين خلافات حول الحدود في الآونة الأخيرة،إضافة الى أزمة سدّ النهضة الإثيوبي.
مبادرة جزائرية بخصوص سدّ النهضة
وتحدّث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الأحد، على وجود مبادرة جزائرية مئة بالمئة حول سدّ النهضة الإثيوبي، مشيرا أنّها لاقت “تجاوبا كبيرا” من الدول المعنيّة.
وأضاف تبون أنّ وزير الخارجية الجزائري لمس تقبّلا مبشّرا من الدول الثلاث إثيوبيا والسودان ومصر بشأن المبادرة الجزائرية، مؤكّدا: “أنا متأكّد أنّنا سننجح في وساطتنا بشأن سد النهضة”.
وأكّد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قبل أيام على ضرورة توصّل مصر والسودان وإثيوبيا إلى حلول مرضية وملزمة في ملف سدّ النهضة الإثيوبي.
تقييم الوضع
يرى شوقي عبدالعظيم، المحلّل السياسي السوداني،أنّ الاتهامات الإثيوبية للسودان بأنّه طرف غير محايد في أزمة التيغراي، كانت ورقة متوقعة من إثيوبيا، خاصّة أنّ إثيوبيا أدمنت خلط الأوراق في المرحلة الأخيرة وهذه المبادرة أطلقها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك من موقعه كرئيس للإيجاد في دورة الإيجاد الحالية.
وأشار شوقي عبد العظيم إلى أنّ هناك حرب أهلية ربّما تمتدّ إلى أكثر مما هو متوقع، ولكنّ إثيوبيا عمدت إلى خلط الأوراق وحاولت أن تلعب بكارت القوات السودانية الموجودة في الأراضي السودانية التي كانت محتلّة أو موجود فيها عدد كبير من الإثيوبيين، وهي أراضي الفشقة وهم يرون أن السودان تحتلّ أراض إثيوبية وأنّالسودان دولة غير محايدة في الوقت نفسه الذي يأوي السودان أعدادا كبيرة من هاربي اقليم تيغراي والقوميات الإثيوبية في الأراضي السودانية.
وأكّد شوقي عبيد العظيم أنّهذه التصريحات والاتهامات غير منضبطةخاصّة في هذه الظروف، وهي لعبة اوراق وتقديم ورقة الحدود دون مراعاة للمسألة الإنسانية والنزاع الإثيوبي الذي من الممكن أن يتطوّر لحرب اقليمية.