طرابلس-ليبيا-06-8-2021
تشهد منطقة الغرب الليبي تصاعدا في التوتر الأمني بسبب تحركات الميليشيات وعودة جماعات إرهابية إلى الظهور بتواطؤ من قبل جماعة”الإخوان” التي صعدت بدورها مناوراتها لإفشال العملية السياسية حتى لا تتجاوزها الأحداث وإدراكا منها للرفض الشعبي وانهزامها في الإنتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر المقبل.
وتحدثت مصادر ليبية مطلعة وعدد من نواب البرلمان عن دور تركي يدفع في اتجاه دعم مواقف تلك الجماعة التي أصيبت بالهذيان عقب الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي والتي انعكست على المشهد”الإخواني” في ليبيا.
هذه المصادر أشارت إلى الدور التركي بالتنسيق مع “الجماعة” من خلال مركز عمليات بقاعدة معيتيقة، ومركز تنسيق بين الجماعات الإرهابية وبخاصة”داعش” في مدينة صبراتة القريبة من الحدود التونسية، وتحديدا بمنطقة”دَحْمان” حيث توجد جماعات تونسية هناك.
وازدادت التحركات المشبوهة بالمنطقة الغربية، وكشفت مصادر مطلعة، عن وقوع انفجار ضخم جنوب مدينة الزاوية الليبية، مرتبط بالصراع بين الميلشيات التي تنشط بتلك المنطقة ، في مسعى إلى بسط المزيد من هيمنتها.
وكان مراقبون قد حذروا من تكرار ما جرى من انتهاكات في مدينة العجيلات، حين أقدمت ميليشيات مسلحة على حرق بيوت المواطنين وسيطرت على مرافق حيوية تتبع مؤسسات الدولة.
من جهته،يفسر الباحث السياسي الليبي محمد قشوط، ما يحدث من في طرابلس والمنطقة الغربية خلال الفترة الحالية، والتهديد بحرب بين المليشيات قد تندلع في أي لحظة، بأنه يأتي في إطار”التأثير على خطة تأمين المراكز الانتخابية وضمان سلامة المواطنين”.
وأضاف قشوط أن”الطريق إلى موعد الإستحقاق الإنتخابي في 24 ديسمبر المقبل مازال محفوفا بالمخاطر، ومزدحما بالمطبات والمفخخات، فكلما اقترب الموعد ازدادت محاولات خلط الأوراق من أطراف معلومة بالإسم، ومتأكدة من انعدام شعبيتها وتضاؤل حظوظها في أن تحقق مكاسب عبر الصندوق
وسبق أن عبر قياديون في تنظيم “الإخوان” الإرهابي عن رفضهم إجراء الانتخابات العامة في ديسمبر، وبالتحديد مسألة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وسعوا إلى ترويج مقترحات غرضها تعطيل المسار السياسي.
حالة الفوضى هي المناخ المناسب لجماعة”الإخوان” لاستمرار تسلطهم عبر ميليشيات تابعة لها مكَّنت تنظيم “داعش” من السيطرة على مدينتي صبراتة والزاوية غرب البلاد، حيث تم رصد عربات داعش بأعلامها السوداء تتجول نهارا وليلا داخلهما، مع معلومات عن تدريب عناصره على اقتحام حدود تونس.
وبحسب عضو مجلس النواب الليبي وعضو لجنة الأمن القومي، علي التكبالي، فإن”الدواعش”
يتمركزون في منطقة الخطاطبة بصبراتة وفي الزاوية، ويتجولون ليلا بسياراتهم، رافعين عليها أعلامهم السوداء.
وأضاف التكبالي،في منشور له، وكذلك في لقاء ،الليلة الماضية،مع قناة ليبيا الحدث،التلفزيونية، أن عناصر
من تنظيم “أنصار الشريعة” المطرودين من
معركة الكرامة التي قادها الجيش الوطني وطهرت شرق ليبيا من الميليشيات الإخوانية، قامت بتدريب
مجموعات”داعشية” تونسية في مقر الغرفة التي تركها الجيش الليبي في منطقة دحمان(التابعة لصبراتة) بعد القصف التركي.
كما أشار منشور التكبالي إلى أن عناصر”أنصار الشريعة” والدواعش امن الجنسية التونسية
يمتلكون مقرا رسميا في مدينة جنزور، غرب طرابلس، وتوفر ميليشيات مدينة الزاوية الحماية الرئيسية لهم.
وقدر النائب الليبي عدد المتدربين من تونس بنحو 90 فردا يتنقلون مع عناصر “أنصار الشريعة” والميليشيات”، موضحا أن هؤلاء ركبوا كاميرات تصوير في أعمدة الإضاءة بالمنطقة التي يقطنون بها.
ولفتت مصادر عديدة إلى أن الزاوية قد تكون مقرا لانطلاق إرهابيين قدموا من تونس، وتلقوا تدريبات فيها لإشاعة الفوضى داخل تونس، وتقديم دعم لتنظيم “الإخوان” هناك بعد أن تلقى صفعة من الرئيس سعيّد زلزلت وجود التنظيم في الحكم.