تونس-3-8-2021
بعد أن قبض الرئيس قيس سعيّد على مقاليد السلطة في 25 يوليو، ونجح في إسترجاع تونس من قبضة جماعة الإخوان التي حكمت البلد عقدا من الزمن وعلّق أعمال البرلمان، في خطوة اعتبرها معارضوه انقلابا، أنشأ سعيّد وحدة أزمات مكلفة بإدارة الوباء، وهي تنسق نشاطات العديد من الوزارات ويشرف عليها ضابط عسكري، وأنطلق فعليا في محاسبة من أجرم في حق البلاد وبدأ القضاء في أداء عمله عبر محاسبة النواب الذين تتعلق بهم قضايا فساد ورشوة وثلب وغيرهم من القضايا، بعد إن أطاح عنهم الحصانة .
فتونس كما قال الرئيس ليست بغنيمة سهلة الافتراس، وهي الاستثناء الذي طالما تحدث عنه أبنائها وإفتخر به أمام العالم برغم كل الأزمات التي عاشتها .
وبعد أسبوع من قرار تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة، لايوجد أي غموض يلف الأمور بشأن خارطة الطريق السياسية التي يطالب بها الفاعلون المحليون والدوليون تمهيدا لاستئناف العمل بالمؤسسات والحفاظ على المسار الديمقراطي في البلاد، فقد اكد الرئيس انه درس كل خطوة ولن يتلاعب بالقانون والدستور ولن يحصل إلا خيرا لتونس، وفق قوله حيث ان الوضع يسير نحو تصحيح المسار وإستعادة تونس المنهوبة المسلوبة .
كان لا بد من تصحيح المسار، أو تصحيح الثورة في تونس، مثلما قال الرئيس ، فالعبرة بالنتائج، إن الشعب يريد الملموس، يريد الشغل والسكن وراتباً محترماً، ومنظومة صحية قوية، وتعليماً راقياً، ومنشآت قاعدية متينة وغيرها.. ولما تفشل الثورة أو الأنظمة الحاكمة في تحقيق أهدافها، فإنه من المنطقي أن ينقلب عليها، فالشعب لا يأكل الديمقراطية.
إن الثورة وهي كلمة محبذة، قد تقود إلى الانقلاب إذا فشلت في تحقيق التنمية حتى لو وصل المسؤولون إلى الحكم بطرق ديمقراطية، والانقلاب وهو كلمة مذمومة قد ينجح في خلق التنمية، حتى لو وصل المنقلبون إلى الحكم بالقوة.
كل فشل يولّد للانقلاب أو التصحيح.. وفي تونس صحح المسار الخاطئ بطرق دستورية …
ومن جانب آخر وبإعتبار أكبر تهديد يهدّد سلامة التونسيين اليوم انتشار فيروس كورونا وفي مواجهة لخطر الكارثة الصحية، أرسلت إلى البلاد تبرعات من كل أنحاء العالم في الأيام الأخيرة، ووفق لمسؤوليين تونسيين فإن تونس التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة “تلقت في غضون عشرة أيام حوالي سبعة ملايين جرعة من اللقاحات وقد تتلقى مليونين أو ثلاثة ملايين” أخرى قريبا، ويبقى “التحدي الآن هو تسريع حملة التحصين”.
من جهته، قال الرئيس التونسي قيس سعيّد الإثنين إن بلاده تلقت 6 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا على هيئة منح من دول صديقة.
وأضاف سعيّد أنه سيتم تسريع معدل التطعيم في تونس.
والأحد، تلقت تونس 1,5 مليون جرعة لقاح قدمتها إيطاليا، حسب ما أعلنت رئاسة الجمهورية، وحضر الرئيس قيس سعيّد شخصيا تسلم الشحنة منتقدا بشدة كيفية إدارة وباء كوفيد-19 في ظل الحكومة السابقة.