الخميس. نوفمبر 14th, 2024

جنوب السودان: 02-08-2021

يشكّل ملف سدّ النهضة الإثيوبي أزمة حادّة تهدّد استقرار المنطقة وأمنها، إذ لم تتوصّل الأطراف المتنازعة رغم المفاوضات المستمرة والوساطات الدولية والاقليمية، لحلحلة الإشكال القائم، ولئن حاولت عديد البلدان العربية لعب دور الوسيطلفضّ النزاع بين دول المنبع والمصب فيما يتعلق بأزمة السدّ، أعلنت جنوب السودان على لسان نائب الرئيس عزم بلاده للتوسط في الملف.

حيث أعلن جيمس واني إيغا نائب رئيس جنوب السودان للشؤون الاقتصادية عن استعداد بلاده للوساطة في قضية سدّ النهضة الإثيوبي.

وقال إيغا: “نسعى لكي لا يكون هناك أي تدهور في العلاقات بين الدول، ونحن مستعدّون لعقد حوار بين جميع الأطراف والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف”.

وأضاف إيغا أنّ: “جنوب السودان في حاجة إلى خبرات الري المتوفرة لدى مصر، وكذلك التعاون في العديد من المجالاتمنها التعليم العالي والبترولوالهندسة والاتصالات”.

الخارجية الجزائرية تدخل خط الوساطة

ووفق ما جاء في بيان رسمي لوزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية، فستدخل، اليوم، الجزائر على خطّ الأزمة استجابة منها لطلب الجانب الإثيوبي التدخل في تصحيح التصورات الخاطئة لجامعة الدول العربية، في هذا الملف.

وجاءت الاستجابة الجزائرية بعد زيارة  وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مؤخرا إثيوبيافي إطار جولة إفريقية دبلوماسية، للتباحث حول سبل التعاون  الثنائي وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات.

وكان الجانب الإثيوبي قد أكّد استعداد أديس أبابا للتفاوض مع جميع الأطراف برعاية الاتحاد الإفريقي.

وكانت كلّ من مصر والسودان قد حاولا التحرّك ديبلوماسياً للوصول إلى حلول عاجلة في أزمة السدّ، وتكثيفهما اللقاءات والمشاورات مع بلدان الاتحاد الإفريقي وطرح الملف على جامعة الدول العربية.

وعلى إثر لقائه بنظيره الجزائري رمطان لعمامرة، أكّد وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميكي ميكونين، أن إثيوبيا ملتزمةٌ الاستخدام العادل لمياه النيل، ومستعدّة لاستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سدّ النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي.

ودعا ميكونين لعمامرة إلى إقناع السودان بالحلّ السلمي للمشكلة الحدودية مع إثيوبيا، وذلك وفق الآليات المشتركة.

وفي نفس السياق، طلبت وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية ، في بيان رسمي، من الجزائر أنتلعب دورا في تصحيح التصورات الخاطئة لجامعة الدول العربية حول ملف سدّ النهضة.

ويرى المراقبون  أنّ تعقيدات ملف سدّ النهضة  قد تجاوزت مرحلة  دخول أي وسيط  لحلحلتها، وأن المفاوضات والتنازلات بين دول المصبّ هي التي ستلعب الدور الرئيسي في ذلك، ومع ذلك لا يمكن ضمن هذه الظروف وفي اطار تأزم المفاوضات، الاستغناء عن دورأي طرف دولي.