السبت. نوفمبر 16th, 2024

أديس أبابا: 13-07-2021

وجّه  الاتحاد الإفريقي، دعوة لكلّ من مصر والسودان وإثيوبيا ، ببدء جولة جديدة من المفاوضات حول أزمة “سد النهضة”، وتأتي هذه الدعوة بعد فشل اجتماع مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق ملزم.

وحسب ما أوردته مصادر دبلوماسية مصرية، فإنّ الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد، ستستضيف المحادثات الجديدة في العاصمة كينشاسا خلال الأسبوعين المقبلين.

ويسعى الاتحاد إلى تخصيص هذه الجولة، لحوار واسع حول كيفية استئناف المفاوضات، على أساس ما سبق الاتفاق عليه في جميع المفاوضات السابقة، وعلى رأسها مسودة اتفاق واشنطن التي وقّعتها مصر منفردة في العام 2020، على أن يعاد التفاوض في عدد من النقاط.

وأضافت ذات المصادر، أنّ مصر والسودان تبديان مرونة كبيرة في الاتصالات الحالية، بعد جلسة مجلس الأمن الخميس الماضي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل الإعلان الإثيوبي عن انتهاء الملء الثاني للسد.

وتعمل أديس أبابا على استمرار الملء حتى شهر أغسطس المقبل، لزيادة كميّة المياه المحتجزة من المياه لتتجاوز بذلك 13 مليار متر مكعب، وهي كميّة أقل بنصف مليار ممّا كان مخططا له بالملء خلال هذا العام.

وقبل ثلاثة أيام من انعقاد جلسة مجلس الأمن، الخميس الماضي، أخطرت إثيوبيا دولتي المصب بأنها بدأت عملية الملء الثاني فعلياً، بعد تجاوز منسوب الملء الأول المقدّر بـ 5 مليارات متر مكعب.

وتصرّ أديس أبابا على تنفيذ عملية الملء الثاني للسدّ، في يوليو الجاري وأغسطس المقبل، حتى في صورة عدم التوصّل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

في حين، تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

مريم الصادق “التحركات الأحادية يجب أن تكون محلّ شجب”

وتؤدي وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، زيارة رسميّة إلى روسيا، تمتد لثلاثة أيام.

وشدّدت مريم الصادق المهدي، أمس الاثنين، إنّ التحركات الأحادية التي تضرّ بالسودان فيما يخص ملء سد النهضة “يجب أن تكون محل شجب”.

وذكرت المهدي، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أنّ: “العلاقة بين السودان روسيا ممتدة وثابتة ومستدامة لمدة تزيد عن 65 عاما، وأنّها تحظى باهتمام كبير من كافة المكونات السودانية”.

وأضافت: “آمل أن تكون لهذه الزيارة تبعات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وثقافية مهمة”.

وكشفت أن الجلسة المغلقة مع نظيرها الروسي شهدت مناقشة “القضايا الثنائية فيما يخص الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بصورة معمقة”.

وأردفت قائلة: “نقدّر الدعم الذي تقدمه روسيا لنا في كل القضايا التي عرضت في مجلس الأمن والأمم المتحدة، كما أن قرار روسيا بإعفائنا من الدين أمر مهم يساعد السودان”.

وفيما يتعلّق بزيارة وزيرة الخارجية بـأزمة سدّ النهضة الإثيوبي، قال رئيس قسم العلاقات الدولية، المثنى عبد القادر: “هدف الزيارة واضح، ويأتي ضمن التنسيق السوداني- المصري بشأن أزمة سدّ النهضة، بعد إظهار روسيا، من خلال كلمة مندوبها في مجلس الأمن، موقفا غير مفهوم تجاه كل من السودان ومصر.

وأكّد عبد القادر على أنّ “روسيا، خلال جلسة مجلس الأمن، عرضت التدخل وتقديم العون والمساعدة إلى الدول الثلاث، وهو ما عبّرت عنه  المهدي بقولها: “إنّ روسيا تستطيع إقناع إثيوبيا بتحكيم صوت العقل في ملف سد النهضة”.

وأشار عبد القادر إلى أنّ: “ملف سدّ النهضة  سوف يشهد خلال الفترة القادمة تدخلا روسيا لجمع الدول الثلاث، أو على الأقل عبر طاولة الاتحاد الأفريقي، أو من وراء الكواليس”.