الأحد. نوفمبر 17th, 2024

جنوب السودان: 09-07-2021

من الأمل إلى الحرب، ومن الحلم إلى اليأس .. هذا التوصيف الملموس لما أصبحت عليه دولة جنوب السودان .

لقد جعل العقد المضطرب، منذ استقلال هذا البلد الناشئ أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، تعايش عدم الاستقرار السياسي والعنف والفقر.

في 9 يوليو 2011، وأعقاب استفتاء شعبي حصل على موافقة  بنسبة 98.83% من الأصوات ، كانت الاحتفالات بميلاد دولة جديدة، وسط تصفيق شعبها ورقصهم معلنين انتهاء صراعهم الدموي الطويل من أجل تأسيس دولتهم.

ويتذكر واني ستيفن إلياس فرحة المحتفلين وهم يلوحون بأعلام جديدة في شوارع العاصمة جوبا احتفالاً “هذا فجر جديد مثل المعجزة”.

ومع اندلاع حرب أهلية دامية استمرت لخمس سنوات بين القادة الجدد في البلاد في عام 2013، والتي أودت بحياة 380 ألف شخص وتشريد 4 ملايين، اختفى التفاؤل وتبخر الحلم.

بعد 10 سنوات ، كان الأجدى بجنوب السودان أن تبقى ضمن دولة قوية “السودان” لتفادي كل الحروب الأهلية التي وقعت ولتجنب المآسي الاقتصادية والانسانية.

ولكانت تجنبت الحصيلة المروعة للانفصال  التي قدرتها الأمم المتحدة في تقريرها  بأنّ عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في جنوب السودان 8.3 مليون شخص، 4.5 مليون منهم أطفال، وهو رقم أعلى بكثير من المستويات التي شوهدت خلال الحرب الأهلية ما بين 2013-2018  حيث تراوحت بين 6.1 مليون و7.5 مليون شخص.

وشهد اقتصاد البلاد تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، بعد تدمير بعض الحقول الرئيسية لإنتاج النفط، الذي تعتمد عليه البلاد بنسبة 90 بالمائة خلال المواجهات المسلحة بين الحكومة والمعارضة المسلحة، وتراجع الإنتاج اليومي من 350 ألف برميل يوميا إلى 150 ألف فقط.

كما أرهق الانفاق العسكري خزينة الدولة ،  فتوقفت عن تقديم الخدمات وباتت عاجزة عن تسديد رواتب العاملين في القطاع العام والقوات النظامية، ووصل معدل التضخم بالبلاد إلى 600 بالمائة، حسب مفوضية الإحصاء الحكومية.

مع حلول الذكرى العاشرة لانفصال دولتهم عن الجارة الشمالية السودان، لاتزال الآمال تحدو الكثير من مواطني دولة جنوب السودان، بشأن الجهود الإقليمية لإيقاف الحرب، وإعادة الاستقرار لبلادهم.

ولكن السنوات العجاف التي عاشتها البلاد وغرقها وسط أتون الحرب الأهلية العبثية، كانت السبب في تبخر الأحلام وتلاشي الآمال في تحقيق سلام طويل الأمد، كادت تقضي على الأخضر واليابس.

ولئن تقاطعت الاسباب بين الداخلي، الذي يرفع شعارات من قبيل التهميش والتفرقة و الصراعات العرقية و الخلافات على الثروات النفطية، وبين عوامل خارجية وأطراف تصب تركيزها على اضعاف السودان من خلال احداث التفرقة، فقد كانت جنوب السودان هي الضحية.