الجزائر-05يوليو 2021
تحتفل الجزائر والأمة العربية بمرور 59 سنة على استقلالها في 5 يوليو 1962،بعد احتلال دام 132 سنة.. وبقدر ما يعد التاريخ مفخرة لجيل ثورة المليون ونصف المليون شهيد، بقدر ما هو بداية لمرحلة بناء دولة التقدم والحداثة تعاقبت عليها ثلاثة أجيال.
لقد اصطدم الاستعمار الفرنسي برباطة جأش الشعب الجزائري الذي أبى إلا أن يختار طريق النضال ، حيث كان إطلاق أول رصاصة من جبال الأوراس بمثابة صفحة جديدة، فتحت عهدا جديدا من الكفاح النوعي، الذي ظل وما يزال مرجعا لحركات التحرر عبر العالم.
ولم يأت هذا الإنتصار التاريخي إلا بعد عقود متتالية من كفاح الأجيال ومن الإصرار على انتزاع الحرية،فكانت الملاحم النضالية المتتالية التي جسدها أحرار الجزائر،وصولا إلى ثورة نوفمبر المجيدة عام 1954 التي كانت الإنعطافة التاريخية التي توجت بإجبار المستعمر على الرضوخ لإرادة الشعب الجزائري.
والملفت في ثورة الجزائر التحررية وقوف البطل القومي جمال عبد الناصر بكل قوة بالسلاح والمال والسياسة مع ثوار جبهة التحرير كما سجل التاريخ للشعب الليبي والتونسي مواقف خالدة في الإيواء والدعم للأشقاء الجزائريين .
لقد شكل انتصار الجزائر على المستعمر الغاشم صداه في كل مكان وحافزا لانطلاق الحركات التحررية عبر العالم، حيث استلهمت من فكر الثورة الجزائرية استراتيجية كفاحها المسلح واعتماد حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد أسلوبا للممارسة.
والمتمعن في مسيرة نضال الشعب الجزائري عبر العقود يكاد يجزم أن طريق الانتصار ما كان له أن يتأتى إلا بتوحيد الصفوف، فالكل وضع أفكاره وقناعاته وإيديولوجيته جانبا والتف حول هدف واحد لتحقيق النصر والإستقلال،