اريتريا-17-4-2021
وافقت إريتريا على إنطلاق سحب قواتها من إقليم تيغراي في إثيوبيا في أول اعتراف علني بتورطها في الصراع هناك.
وأبلغت إريتريا مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة، في رسالة نشرتها وزارة الإعلام الإريترية على موقعها الإلكتروني، بعد يوم من قول مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك، إن المنظمة الدولية لم يصلها أي دليل بعد على انسحاب الجنود الإريتريين.
وقال سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة صوفيا تيسفا مريم : “بما أن الخطر الوشيك الداهم تلاشى إلى حد كبير، فإن إريتريا وإثيوبيا اتفقتا، على أعلى المستويات، على بدء عملية سحب القوات الإريترية وإعادة نشر متزامنة لوحدات إثيوبية على طول الحدود الدولية”.
ويشار إلى ان القوات الإريترية كانت تقدم الدعم لقوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية في مواجهة الحزب الذي كان حاكماً في تيغراي في صراع بدأ في نوفمبر الماضي، لكن حتى الآن كانت إريتريا تنفي مراراً وجود قوات لها في تلك المنطقة الجبلية.
واعترف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الشهر الماضي، بوجود إريتري في بلاده، وطالبت وقتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة بانسحاب القوات الإريترية من تيغراي.
لم تمض سوى سنوات قليلة على استقرار العلاقات بين البلدين، قبل أن تندلع بوادر الخلاف بين أفورقي وزيناوي، دون أن تجدي العلاقات الشخصية التاريخية الوطيدة بينهما نفعا.
وقتل الآلاف في الاشتباكات التي اندلعت في نوفمبر بين قوات الحكومة والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي كانت الحزب الحاكم في الإقليم، وذلك بعد أن أرسل أبي أحمد قوات بلاده لصدّ الجبهة، متهما إياها باستهداف معسكرات للجيش. وأعلن في نهاية نوفمبر تحقيقه الانتصار.
وكانت الأمم المتحدة قد أبلغت بحدوث أكثر من 516 حالة اغتصاب سجلتها خمس عيادات طبية في منطقة تيغراي، مشددة أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
وقالت وفاء سعيد، نائبة منسق مساعدات الأمم المتحدة في إثيوبيا، في إفادة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية في نيويورك: “قالت نساء إنهن تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة، كما روين قصصا عن اغتصاب جماعي واغتصاب أمام العائلات وإجبار رجال على اغتصاب نساء من عائلاتهم تحت التهديد بالعنف”.
وأضافت المسؤولة الأممية أنه “بالنظر لحقيقة أن معظم المرافق الصحية لا تعمل إضافة إلى الوصمة المرتبطة بالاغتصاب، فمن المتوقع أن تكون الأعداد الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
وحول الوضع الإنساني للنازحين تقول وفاء سعيد: “معظم النازحين فرّوا بلا أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها. بشكل عام هم في حالة صدمة ويروون قصصا عن الرحلة الصعبة التي قطعوها بحثا عن الأمان. بعضهم تحدث عن المشي لأسبوعين وبعضهم الآخر لمسافة 500 كيلو متر”.