الجمعة. أبريل 26th, 2024

بالما-موزمبيق-1-4-2021


حذّرت تقارير مؤخرا من الهجمات التي تستهدف المدنيين في مدينة بالما، شمال موزمبيق، مما يمثل تصعيدا للعنف وعدم الاستقرار في منطقة كابو ديلغادو.

وكانت وكالات الأمم المتحدة قد أصدرت إنذارا إنسانيا الثلاثاء، وذكرت أن عشرات الأشخاص قُتلوا خلال هجمات شنها متمردون غير معروفين، ورد أنهم حطّوا على البلدة في نهاية الأسبوع.

وبدوره أفاد ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بان العنف في تلك المنطقة لم يتوقف: “ما حدث في بالما هو رعب مطلق يلحق بالمدنيين من قبل جماعة مسلحة غير تابعة للدولة. لقد فعلت أشياء مروعة، وما زالت تفعل ذلك، وقد أبلغنا هذا الصباح عن استمرار الاشتباكات المتفرقة، لهذا السبب نحن نتحدث عن توقعاتنا بخروج آلاف الأشخاص الآخرين من منطقة بالما باتجاه مناطق أخرى من البلاد باتجاه الحدود مع تنزانيا”.

من جانبه قال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية، بول ديلون، إنّ الوضع يائس، لافتا خلال مؤتمر صحفي في جنيف إل انه: “اعتبارا من صباح يوم 30 مارس، يمكننا إخباركم أنه تم تسجيل 3,361 نازحا داخليا – أي 672 أسرة – بواسطة نظام تتبع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة. إنهم يصلون سيرا على الأقدام وبالحافلة وبالطائرة وبالقارب، من بالما إلى أولونغوي ومويدا ومناطق مونتي بويز وكذلك مدينة بيمبا”.
ويشار إلى ان العائلات هربت بحثا عن الملجأ في الأدغال المحيطة، وفقا لمفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، بينما سافر أكثر من 100 نازح جنوبا بالقارب من بالما إلى بيمبا، عاصمة مقاطعة كابو ديلغادو الغنية بالموارد.

ومنذ اندلاع الصراع في أكتوبر 2017، أجبر 670 ألف شخص على الفرار من العنف، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

بدوره، سلط أندريه ماهيسيتش، الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الضوء على ما تعرّض له المواطنون، وقال إن أشخاصا “قُتلوا وشُوّهوا ونهبت منازل وحُرقت ودُمرت حقول هؤلاء الناس”.

وأضاف أن الناس طُردوا الناس من منازلهم وفروا “بممتلكات قليلة جدا”، بينما تعرّضت النساء والفتيات “للاختطاف، وأجبرن على الزواج، وفي بعض الحالات تعرضن لأشكال أخرى من العنف الجنسي. كما وردت تقارير عن تجنيد الأطفال قسرا في هذه الجماعات المسلحة المتمردة.

بالإضافة إلى استمرار انعدام الأمن في شمال موزامبيق، أعاق النقص الحاد في التمويل الاستجابة الإنسانية، حيث تم تمويل نداء الأمم المتحدة البالغة قيمته 254 مليون دولار بنسبة 1% فقط.

وكان تنظيم داعش الإرهابي” قد أعلن الاثنين الفارط السيطرة على مدينة بالما الساحلية في شمال موزمبيق، إثر هجوم بدأه يوم الأربعاء وتخللته اشتباكات استمرت ثلاثة أيام وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة جراء الهجوم، فيما يستمر نزوح الآلاف من المنطقة مستخدمين كافة السبل المتاحة.

وتقع المدينة الساحلية الصغيرة على بعد نحو 10 كيلومترات من مشروع غاز ضخم تديره مجموعة “توتال”، يتوقع أن يبدأ الإنتاج فيه خلال عام 2024.

وهاجم مقاتلون سبق أن بايعوا التنظيم الإرهابي المدينة من ثلاث جبهات، وهم ينشرون الرعب منذ 2017 في محافظة كابو ديلغادو ذات الغالبية المسلمة والمحاذية لتنزانيا.