السبت. نوفمبر 16th, 2024

تونس-27 مارس 2021


كثرت التساؤلات عن ثروة راشد الغنوشي، وكيف جمع رجل لم يُعرف له يوما نشاط اقتصادي ثروته؟
الإجابة قدمتها صحيفة”الأنوار” التونسية التي استعرضت تفاصيل صادمة عن مصادر ثروة الغنوشي، وهي مسألة طالما أثارت جدلا وتسببت حتى في نزيف انشقاقات داخل حركة “النهضة” التي يحتكرالغنوشي قيادتها منذ تأسيسها.

وجاء في تحقيق نشرته الصحيفة تحت عنوان “الأنوار تفتح ملف ثروة الغنوشي” أن ثروة زعيم الإخوان بالبلاد نحو مليار دولار، في شكل ودائع بنكية موجودة أساسا في سويسرا، وحصص في شركات خارج تونس، بينها 3 شركات في فرنسا.
وقالت الصحيفة إن هذه الثروة الضخمة يديرها عدد محدود من أقارب الغنوشي بينهم نجلاه معاذ وسهيل، وصهره وزير الخارجية الأسبق رفيق عبدالسلام.

وبخصوص مصادر هذه الثروة الخيالية، أوضحت الصحيفة أن الوساطة في تهريب الأسلحة إلى ليبيا تمثل أبرز روافدها، حيث سهل مرور أكثر من 20 شحنة أسلحة إلى ليبيا مقابل عمولات بلغت 30 مليون دولار.

وأشارت إلى أن الغنوشي حصل من خلال عملية تهريب المقاتلين على عائدات خيالية، موضحة أنه يحتكر وظيفتين أساسيتين، هما المال والعلاقات الدولية.

“وظيفتان” تناقضان مزاعم الرجل كلما طفا موضوع ثروته إلى الواجهة، بأنه يحصل على مرابيح بيع كتبه، مع أن إجمالي مبيعات مؤلفاته لا يساوي نسبة ضئيلة من ثروته الخيالية، وهو الذي قضى حياته لاجئا في بريطانيا لا يحصل سوى على منحة لجوء من لندن.

لكن فجأة، بات الرجل على قائمة أثرى التونسيين برقم ضخم لطالما فجر الجدل حتى بصفوف قواعد حركته الإخوانية، وهو نفس السبب الذي دفع بالعديد من قيادات الحركة وأعضائها إلى الإستقالة، فيما تتحدث تقارير عن أن مصادر ثروته كانت معروفة -في جزء منها على الأقل- من قبل عدد ممن كانوا بدائرته الضيقة قبل الإنشقاق.

الصحيفة نفسها ذكرت أن الغنوشي كون جزءً كبيرا من ثروته بفضل تجارة جوازات السفر التي يشرف عليها كاتب الدولة السابق للهجرة (مسؤول رفيع بدرجة وزير) حسين الجزيري.

وتحقق هذه التجارة سنويا رقم معاملات بقيمة نحو 220 مليون دولار، فضلا عن التهريب الذي يشرف عليه القيادي بالحركة والنائب الحالي في البرلمان السيد الفرجاني، وفق الصحيفة.

نشاط متنوع يستثمر فيه الغنوشي علاقاته ومنصبه، حيث يقول خبراء إن الرجل يسيطر على معظم مفاصل الدولة التونسية، ومختلف المؤسسات، عبر موظفين بمختلف الرتب مزروعين عقب انتدابات ملغومة جرت في 2012.

ففي ذلك الحين، انتهزت حركة النهضة الوضع الصعب في تونس عقب احتجاجات 2011 وارتباك الدولة، لتقوم بتوظيف الآلاف -جلهم من أنصارها- في القطاعات الحيوية بالبلاد، ليحصل بذلك الرجل على شبكة موسعة موجودة في جميع المنافذ، وهذا ما أمن له أنشطته لاحقا.
حيثيات يدركها معظم التونسيين، ويتحفظ عن تأكيدها المطلعون عليها خوفا من حرب أهلية تطيح بأعمدة دولة هشة لا تزال تكابد من أجل العبور نحو الاستقرار.